سورية بلد الثراء الفكري والتراث المادي واللامادي وهي متحف العالم في كل شيء.. ولهذا تعمل الدولة السورية عبر المؤسسات المعنية على صون وحماية وجمع التراث المادي واللامادي وتوثيقه في المنظمات والمؤسسات الأممية لاسيما اليونسكو لكونه تراثاً عالمياً وإنجازاً لايمكن إلا أن يكون بمنأى عن سارقي التراث ومدعيه.
من هنا تأتي أهمية الاحتفاء بهذا التراث وعقد ندوات تدرس سبل صيانته.. وهذا ما تقوم به وزارة الثقافة اليوم عبر ورشة العمل الخاصة بالتراث الثقافي اللامادي التي تعرض عدداً من المحاور تمهيداً لوضع استراتيجية وطنية للتراث الثقافي اللامادي في سورية، فعلى مدى أربعة أيام تم الحديث عن الواقع الراهن للتراث الثقافي اللامادي والبيئة التشريعية له وماهي المخاطر والتهديدات التي تواجهه بالإضافة إلى الفرص والتحديات في هذا المجال وغير ذلك الكثير من المحاور.
لاشك في أن الوقوف عند هذه الورشة ضرورة ملحة أكثر من أي وقت لأن التراث الثقافي اللامادي يتعرض للعديد من التهديدات والتدميرات التي تسبب ضرراً لجميع الشعوب وهو أولاً وآخراً ركيزة أساسية في الحفاظ على التنوع والتراث وفتح الحوار بين الثقافات وحماية الهويات الثقافية بالإضافة إلى تعزيز الروابط ما بين الماضي والحاضر والمستقبل ..
مانتمناه بحق أن تخرج تلك الورشة بنتائج مثمرة ولاسيما أن ثمة من تحدث من أهل الاختصاص عن أهمية وجود إطار تشريعي يحفظ التراث ويصونه من دون المساس بجوهره وترويج منتجاته … بالإضافة إلى رصده ودراسته وتوثيقه وإبرازه بوصفه بوتقة التنوع الثقافي وعاملاً يضمن التنمية المستدامة.