المتابع لعمل اتحاد كرة القدم حالياً يلاحظ جدية وجهوداً على كل الجوانب، وخاصة ما يتعلق بمسابقة الدوري والمنتخبات، وذلك للوصول إلى ما هو جيد وإيجابي، وهذا الكلام لا يعني عدم وجود سلبيات وأخطاء.
نعم في الظاهر تدعو الأمور للتفاؤل، والأمل أن يكون التفاؤل في محله، ولعل أهم ما يمكن أن يدعو للتفاؤل اتخاذ القرارات الصحيحة واختيار الأفضل إدارياً وفنياً سعياً لما فيه المصلحة العامة، وهذا ما نرجوه وننتظره من اتحاد كروي جاء على أنقاض مرحلة مليئة بالأخطاء الإدارية، والأمل أن يكون قد استفاد منها جيداً، لتعويض ما ضاع من وقت ومال وسمعة.
إذاً عمل كبير منتظر يأتي في مقدمته الدوري وشؤونه ليكون الموسم القادم مختلفاً جذرياً عن الموسم السابق، وحتى يكون الموسم الجديد جيداً ومقنعاً ومفيداً، على الاتحاد بحث ومعالجة وضبط الكثير من الأمور وبسرعة، وإذا كان قد أقر ما يتعلق بعقود اللاعبين وسقوف هذه العقود وتصفية حسابات وذمم اللاعبين والأندية على حد سواء وهذا أمر مهم، فإن إصلاح الملاعب وهي أساس التطوير والأداء الجيد، وتطوير التحكيم، واحترام مواعيد الدوري، والرعاية والتغطية الإعلامية، وموضوع التشجيع ومكافحة الشغب، كل هذه الأمور تحتاج إلى عمل واجتماعات مع المعنيين بكل جانب للوصول قدر الإمكان إلى صورة جيدة لهذا الدوري تنسينا الموسم القاتم السابق.
بكل تأكيد اتحاد الكرة لن يستطيع العمل وحده وهو ليس معنياً وحده، ويحتاج لتعاون كل الأطراف لأن الدوري الناجح يبدأ من التنظيم الجيد، ويحظى بالاحترام ويكون موضع متابعة واستقطاب من الآخرين، ويرفع من قيمته التسويقية على مستوى الرعاية والإعلان والإعلام.
هذا هو الدوري المنتظر المطلوب الذي سينعكس بالفائدة على المنتخبات أيضاً وعلى اللاعبين والمدربين والحكام، وبكل تأكيد هو نقطة مضيئة لاتحاد اللعبة إن عرف كيف يخطط ويعمل بعيداً عن المصالح الضيقة وبروح جماعية.