من منا لا يتذكر مشاهد لاعبي الكرة المشاهير الأخلاقية مع مشجعيهم، خصوصاً الأطفال منهم وكبار السن بدءاً بالأسطورة دييغو مارادونا الذي خلع قميص الأرجنتين المخطط ذي الرقم عشرة ليعطيه لطفل من الفريق الخصم قال له : (أحبك مارادونا) وصولاً لنيمار البرازيلي الذي قدم قميصه وحذاءه الرياضي عدة مرات.
وسائل التواصل الاجتماعي القائمة على الربح حتى من الأخلاق نفسها، حولت الأخلاق الرياضية إلى مزادات للبيع والشراء ،وغابت قصة إعطاء مارادونا قميصه للطفل من الفريق الخصم ليظهر من يدعي أنه يملك قميص مارادونا الذي أحرز به هدف اليد الشهير ويعرضه بمزاد على صفحات التواصل، ويصل الأمر لإحرازه ملايين الدولارات ويصل إلى تكذيب ابنة مارادونا له بقولها إن القميص بحوزتها وليس متاحاً للبيع!!.
أثارت وسائل التواصل لعاب الأندية الكبرى وكشفت لها عن منجم ذهب من خلال بيع قمصان وأحذية النجوم للعاشقين المتلهفين عليها حول العالم.
هنا لا يمكن أن نستهين بعدد المتابعين لمنصات التواصل، ولا بعدد الراغبين في الحصول على قميص من الأندية العالمية الكبرى يفتخرون به ويلبسه منهم عشرات الملايين، ما يعني أن النادي إذا وقع عقداً مع موقع تواصل اجتماعي مشهور سيكسبه الكثير كما حدث مع نادي ريال مدريد عام 2017 وصارت شركة movi star شركة الاتصال الاجتماعي له واستثمرت شعبية النادي بجني الملايين من الدولارات.
الأخلاق الرياضية التي يمثلها مارادونا ونيمار وكريستيانو وصلاح وغيرهم الكثير صارت بيعاً وشراء، بعد ما تحولت وسائل التواصل إلى سحرة ماهرين في سحب المال من جيوب المشجعين.
ولا ندعي هنا أن الربح للأندية من مشجعيها حرام صرف، لكن ماهو دور وسائل التواصل المحلية عندنا؟ وهل اكتشفت فيها أنديتنا المحلية مفاهيم منجم الذهب؟ هل تنافس المشجعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي على قميص السومة أو الخطيب بعد المباراة المؤهلة لملحق كأس العالم؟.
الرياضة أخلاق قبل أي شيء آخر لكن دور وسائل التواصل يمعن في جعلها مزاداً للبيع والشراء، ومن الطبيعي أن يكون للنادي الحق في طباعة قمصان لاعبيه وتسويقها فهي فكرة اقتصادية تخدم الطرفين، المشجع بالحصول على نسخة من قميصه المفضل، والنادي لتحسين دخله وموارده، لكننا هنا نتكلم عن دور وسائل التواصل في استثمار المبدأ الأخلاقي الذي ابتكره لاعبون كثر ولا يزالون يقومون به من قبل وسائل تواصل غير شرعية كل هدفها التربح من غير أن تعود المنفعة على ناد ولا على مشجع.