بكين: على الناتو الكف عن إثارة الأزمات والتخلي عن عقلية الحرب الباردة

الثورة – تقرير منهل إبراهيم:

يبدو أن أمريكا وحلفها الغربي لا يستطيعون تجاهل عقلية الحرب الباردة والتوقف عن صنع الأعداء، حيث يجني السياسيون الأمريكيون من تشكيل الأحلاف والتكتلات العسكرية ضد خصومهم فوائد كبيرة، أهمها المالي، ويؤكد محللون وباحثون في مجال السياسة أن كتلة الشركاء الجديدة في المحيط الأزرق (PBP)، التي أنشأتها الولايات المتحدة بالشراكة مع اليابان وأستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة موجهة ضد الصين.
تحريض الولايات المتحدة الأمريكية واستنفارها حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضد الصين أمر لا شك فيه، وظهر ذلك جلياً من اعتبار الحلف الغربي أن الصين تشكل “تحدياً لمصالح دول الحلف وأمنها”، ما أثار اهتماماً دولياً متزايداً منذ الكشف عن خريطة الطريق الاستراتيجية الجديدة، التي جرى اعتمادها في قمة مدريد الأخيرة.
واعتبر مراقبون أن التوجه الجديد للناتو تجاه الصين بمثابة تحول استراتيجي للعلاقات، خاصة في ظل الرغبة الأميركية المستمرة لمواجهة ما تسميه (النفوذ الصيني) ووقف توسعه، وكذلك الحد من تعاونها مع روسيا،
وأدرج الناتو، الصين في وثيقة المفهوم الاستراتيجي الجديد التي اعتمدها في مدريد، وهي التي تحدد المبادئ التوجيهية لسياسة الحلف، وكان آخر تحديثاتها عام 2010.
وقال الحلف في الوثيقة إن “طموحات الصين المُعلنة وسياساتها القسرية تتحديان مصالحنا وأمننا وقيمنا”، مضيفاً أن بكين “تستخدم مروحة واسعة من الأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية لزيادة نفوذها الدولي.. فيما تبقى غامضة بشأن استراتيجيتها ونياتها وتعزيزها العسكري”.
وهذه المرة الأولى التي تذكر فيها هذه الوثيقة الصين التي لم تدرج تاريخياً ضمن مهمة حلف شمال الأطلسي.
ورداً على ذلك اتهمت الصين الحلف الغربي (بمهاجمة الدولة وتشويه سمعتها بشكل خبيث).
وقالت بعثتها الدبلوماسية لدى الاتحاد الأوروبي إن الناتو (يدعي أن دولاً أخرى تشكل تحديات، لكن الناتو هو الذي يخلق مشكلات في جميع أنحاء العالم).
الخارجية الصينية أوضحت أن “هذه الوثيقة المزعومة حول مفهوم استراتيجي لحلف شمال الأطلسي لا تمت للواقع بصلة وتعرض الوقائع بشكل معاكس، وتمعن في تشويه صورة سياسة الصين الخارجية”، وأشارت إلى أن “الحلف يشكل التحدي الفعلي للسلام والاستقرار العالميين”.
الدبلوماسية الصينية أكدت أن “الناتو صرح علناً في مناسبات عدة أنه سيظل تحالفاً إقليمياً، ولا يسعى إلى اختراق جيوسياسي ولا يسعى للتوسع في مناطق أخرى، ومع ذلك، وفي السنوات الأخيرة، نفذ عمليات وتدريبات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما تجري بعض دول الحلف تدريبات عسكرية في المياه القريبة من الصين، ما يؤدي إلى توترات ويؤجج الخلافات”.
المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو أقلق الصين، حيث قال تشانغ جون الممثل الدائم لجمهورية الصين الشعبية لدى الأمم المتحدة، إن بكين قلقة للغاية بشأن الآثار المترتبة على المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف الناتو.
الصين تراقب تحركات الناتو السياسية والعسكرية بحسب وكالة شينخوا الصينية (مثل كل الدول المحبة للسلام في العالم، تتابع الصين عن كثب التعديلات الاستراتيجية للناتو وتشعر بقلق عميق إزاء التداعيات السياسية لما يسمى بالمفهوم الاستراتيجي).
وتؤكد الدبلوماسية الصينية بحسب موقع (روسيا اليوم) الإخباري أن (بعض قادة الناتو صوروا مؤخراً دولاً أخرى على أنها تهديد، لكن الحقيقة هي أن الناتو نفسه يخلق مشاكل في أجزاء مختلفة من العالم).
ودعت الصين في وقت سابق حلف شمال الأطلسي (إلى التعلم من دروسه وعدم استخدام الأزمة في أوكرانيا لتأجيج مواجهة عالمية أو حرب باردة جديدة، وإلى إعادة النظر بمواقفه والتخلي عن عقلية المواجهة مع الجميع)، وقالت بكين إن (توسع الناتو شرقاً لم ينجح في جعل أوروبا أكثر أماناً وإنما زرع بذور الصراع، وبات من الضروري أن يعيد الناتو مواقفه ويتخلى تماماً عن عقلية الحرب الباردة، والسعي لبناء آلية أمنية أوروبية متوازنة وفقاً لمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة).
ويرى محللون أن قيام الناتو لأول مرة بإدراج الصين في “مفهومه الاستراتيجي”، يعني أنه سيعمل على تطوير استجابة استراتيجية شاملة ضد بكين، وستتراوح هذه الاستجابة من تدابير اقتصادية وسياسية محددة إلى استراتيجية دفاعية للرد على البرامج الإلكترونية الصينية، والتحركات الحربية، ومساعدة روسيا، إضافة إلى التحركات ضد تايوان وفي بحر الصين الجنوبي، وفق رؤية الخبراء والمحليين.
وتنظر الولايات المتحدة إلى الصين على أنها التحدي الأكثر خطورة على المدى الطويل للنظام الدولي حسب زعمها، يشاطرها هذه الرؤية الحلف الأطلسي التابع لواشنطن، ويعملون معاً على تعكير صفو العلاقات الدولية من خلال تبني سياسات واستراتيجيات تؤجج الحروب وتبتعد عن منطق الحوار.

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين