الثورة_رشا سلوم:
تمر هذه الأيام ذكرى الشاعر والباحث المتنور حامد حسن
وحين تعبر الذكرى لابد من الإشارة إلى أنه واحد من جيل موسوعي في كل شيء…
هو الشاعر الذي عرفته المنابر ومازالت قصائده ملء السمع والبصر من عبق إلى أضاميم الأصيل.
في اللاذقية ساهم بما قدمته مجلة القيثارة… وفي طرطوس كانت مساهمته الفاعلة في إصدار مجلة النهضة مع الدكتور وجيه محيي الدين .
وفي مجال البحث والدراسات العديد من الكتب المهمة بدءا من الشيخ صالح العلي ثائرا وشاعرا إلى كتابه المهم جدا في النقد الأدبي وقد صدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر.. من هذا الكتاب نقف عند عناوين مهمة جدا.
الأدب ظاهرة اجتماعية ..
قدم حامد حسن رؤيته الاستشرافية المبكرة للجدل الذي دار منذ فترة حول الأدب كقيمة ورسالة اجتماعية وبالتالي المحاولات التي جرت لنسف الدور التنويري الأدبي والتزام قضايا المجتمع وبالتالي الترويج لمفهوم الأدب المسطح الذي لا يحمل عمقا ولا هما إنسانيا وتحت شعار الفن للفن.
يرى حسن أن الأدب ظاهرة اجتماعية اصلا ووظيفة اجتماعية فعلا ينبع من خصائص الأمم والشعوب وأحوالها المتطورة فيرصد هذا التطور ويحرض تلك الخصائص وهو بالتالي مجمل ولائد الفكر البشري معبرا عنها بالأسلوب الفني ولا يتكامل دور الشعر أو أثر الشعر في المجتمع إلا إذا بلغ درجة ( الإثارة) فمتى كان محرضا ومؤثرا ارتفع بالمتلقي إلى حيث يسمع نبضات قلبه في نبضات قلب الشاعر ويلمس أشواق روحه في أشواق في روحه ..وهناك تتخذ عواطفه الخرساء لسانا معبرا عن عواطف الشاعر الفنان.
والشاعر قادر على إيقاد النور الذي نهتدي به في دروبنا نور الحقيقة حقيقة ما في نفوسنا وما في العالم المحيط بنا ..والشاعر عندما يحقق لنا الجمال والموسيقا هذه الحاجات أو بعضها فإنه يترف أرواحنا وأفكارنا ووجداننا فيشرق الحق والجمال والخير في نفوسنا وحياتنا وهذا ما نتطلبه من الشعر والفن.
قراءات تطبيقية..
يقدم الناقد والشاعر حامد حسن في دراساته النقدية هذه قراءات تطبيقية حسب المنهج النقدي وقدمه , ويمكن الإشارة الى النصوص التالية التي كانت موضع الاحتفاء :السراب والدمية المحطمة لبدوي الجبل –الفتاة الرقيق لنديم محمد – ويختار تصوصا لتكون خاتمة الكتاب \ قصيدة أبي لنزار قباني – بيتنا لشوقي يغدادي \بلادنا محي الدين فارس \ راقصة لأحمد علي حسن \بائع اليانصيب لسعد قندق.
بطاقة
والشاعر حامد حسن معروف من مواليد 1915؛ شاعر وأديب وباحث سوري، عُرف بلقب «سنديانة الشعر».
ولد في قرية حبسو التابعة لمنطقة الدريكيش في محافظة طرطوس السورية، تلقى تعليمه في اللاييك بطرطوس، وفي كلية القديس يوسف (الآداب العربية المدرسية). وعمل في حقل التعليم 18 عامًا، فدرس اللغة العربية وآدابها في الدريكيش، وأصبح مديرًا للثانوية الأرثوذكسية في «السودا – طرطوس». وأصدر مجلة النهضة بالاشتراك مع الدكتور وجيه محيي الدين عام 1938 في طرطوس، وعين في لجنة الشعر في المجلس الأعلى للآداب والفنون والعلوم الاجتماعية في دمشق. انتقل عام 1936 من وزارة التعليم إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومي السورية، فعمل في المراكز الثقافية وفي مديرية التأليف والنشر. وأحيل عام 1975 إلى التقاعد للشعر والبحث . بدأ النشر في ثلاثينيات القرن العشرين.
من اعماله
في الشعر
ثورة العاطفة – شعر (أربعة أجزاء) – طرابلس، لبنان 1939.
المهوى السحيق – تمثيلية شعرية – طرابلس، لبنان 1942.
عبق – شعر – دمشق 1960.
أضاميم الأصيل – شعر – دمشق 1968.
كرز وجوع – شعر .
المجموعة الكاملة (المجلد الأول – قصائد الرثاء ) ٢٠٠٣ م.
أوبريتات
أفراح الريف – أوبريت 1964.
الريف الثائر – أوبريت 1965.
المسرح
الخنساء- مسرحية 1968.
دراسات
المكزون السنجاري بين الامارة والشعر والفلسفة والتصوف – أربعة أجزاء -دراسة -.
صالح العلي ثائرًا وشاعرًا – دراسة ومختارات – دمشق 1974.
الشعر بنية وتشريحًا – دراسة مؤسسة الوحدة – دمشق 1987.
الجمالية في الشعر العربي.
توفي الشاعر في شهر تموز 1999.