الملحق الثقافي:
كنت أريد أرضاً ثابتةً أقف فوقها، و نحن نستطيع أن نخدع كل شيء ما عدا أقدامنا، إننا لا نستطيع أن نقنعها بالوقوف على رقائق جليد هشة معلقة بالهواء. – غسان كنفاني (من رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان).
إنني لا أخاف من الموت، ولكنني لا أريد أن أموت، لقد عشت سنوات قليلة قاسية، وتبدو لي فكرة أن لا أعوّض فكرة رهيبة ، إنني لم أعش قط، لذلك فأنا لم أوجد، ولا أريد أن أغادر دون أن أكون، قبل المغادرة موجوداً، أتعرفين الذي أعنيه ؟ – غسان كنفاني
لا تتَعلّق بِشخصٍ لا يكتُب لك، لا يُزاحِم يوْمك، لَا يقْرأ ما بِك، لا يحفَظ أهَمَّ تواريخِك ولا يَملأ حياتَك بالمُفاجَآت. – غسان كنفاني
لا شيء، لا شيء أبدًا، كنت أتساءل فقط، أفتش عن فلسطين الحقيقية، فلسطين التي هي أكثر من ذاكرة، أكثر من ولد، وكنت أقول لنفسي: ما هي فلسطين بالنسبة لخالد؟ إنه لا يعرف المزهرية، ولا الصورة، ومع ذلك فهي بالنسبة له جديرة بأن يحمل المرء السلاح ويموت في سبيلها، وبالنسبة لنا، أنت وأنا، مجرد تفتيش عن شيء تحت غبار الذاكرة! لقد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط، أما خالد فالوطن عنده هو المستقبل، وهكذا كان الافتراق، عشرات الألوف مثل خالد لا تستوقفهم الدموع المفلولة لرجال يبحثون في أغوار هزائمهم عن حطام الدروع وتفل الزهور، وهم إنما ينظرون للمستقبل، ولذلك هم يصححون أخطاءنا وأخطاء العالم كله.
المرأة تُوجَد مرَّة واحِدة في عُمر الرجُل، وكذلك الرجُل في عمر المرأة، وعدا ذلِك ليس إلا محَاولات للتعوِيض. نزلت على رسالتك كما المطر على أرض اعتصرها اليباس، مثلك لا شيء، مكانك لا يملأ، كلماتك وحدها التي لها صوت يغطس إلى أعماقي، أراك دائماً أمامي، أشتاقك، أعذب نفسي بأن أحاول نسيانك فأغرسك أكثر في تربة صارت كالحقول التي يزرعون فيها الحشيش : لا تقبل زرعاً غيره إلا « عباد الشمس « وأنا لن أنهي حياتي عباداً للشمس. –
لقد بدا بائساً ومحطماً ومثقلاً، وكان بعيداً أيضاً عن الطريق، والليل يتسرب من حوله دون أن يدري ! وددت لو أستطيع أن أقول له شيئاً، إلا إنَّ الصمت هو قدري ، وكان متعباً بلا شك ، ملقى في هذه الهوة من العتمة معذباً ومطعوناً دون كلمة واحدة، دون كلمة واحدة.
سأظل أناضل لاسترجاع الوطن لأنه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد .. لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب وجذور تستعصي على القلع. – غسان كنفاني (من رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان)
أريد أن أهرب من كل شيء إلى حبك، أريد أن أكتب لك رسائل الحب .. ألا يقضي الليل وقته في كتابة رسائل الحب إلى النهار لأنهما لا يلتقيان ؟ –
(لم يُرغمني أحد على شيء حقاً، لكنني بمعنى ما أشعر أنني أكاد أكون مرغمة على كل شيء وبإرادتي، خوفاً أو جبناً أو حبًا! أنا لست أنا، ولست حقيقية إلا حين أكون وهمية.. أعيش حياتي الخيالية داخل الكتب التى أطالعها والحكايا التي أتوهم أنني أعيشها، كأنني أكتبها داخل رأسي وأبنيها حجراً حجراً لأعيش داخلها إذ لا بيت لي سواها.. كأنني أعالج الخوف بالحلم. – غادة السمان)
العدد 1102 – 5-7-2022