في ورشة للرسم أقامتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، قبل الحرب، في المدارس الابتدائية في محافظات عدة، رسم الكثير من الاطفال تعبيراً عن إحساسهم بالعنف في صفوفهم ومقاعدهم المزدحمة.
ربما عكست تلك الرسومات رغبة الصغار بالجلوس في مقعد منفرد، أو اثنين فقط بالمقعد فيبقى المكان أكثر رحابة، يمكّن الطالب الطفل والطالبة الطفلة من فرد كتبه والحركة دون الاصطدام بقرينه.
رسم الكثير من الصغار في نفس الورشة أنفسهم يضعون أيديهم على آذانهم، في تعبير عن رفضهم للصوت العالي وربما الصراخ.
هذان الشكلان من أشكال العنف الذي أحسه الصغار وعبروا عنه برسوماتهم ليسا الوحيدين، هناك أشكال كثيرة لن أقوم بذكرها، لأتحدث بالمقابل عن ورشة أقامها مشروع الثقافة المتحفية للصغار قبل الحرب أيضاً، وكانت لزراعة الورود، بعد أن رسم الصغار وشكلوا بالصلصال وروداً على شرفات وحدائق تخيلوها، انطلقو إلى حديقة المتحف تعرفوا على أنواع عدة من الورود، بعدها اتجهوا إلى الحديقة البيئية قرب قلعة دمشق، تعرفوا على المزيد من الأنواع، عادوا إلى بيوتهم يحملون أغلفة ملونة تضم بذوراً وزعها عليهم المدربون والمدربات في الورشة.
دفعهم حماسهم والشغف للزراعة الذي خلقته لديهم أعمال الورشة إلى الإلحاح على الأهل لشراء أصيص للزراعة حتى لو كان على نافذة البيت، أعرف منهم اثنين ما زالا يهتمان بورود منزلهما، وببضع شجرات زرعوها أمام البناء الذي يقطنونه.
حكاية الورد هذه مفيدة، لو تقوم المدرسة بسردها ونقلها للصغار ليكبروا على حب الزراعة وينسو ازدحام الصفوف.