عندما نتحدث عن الإذاعة فيعني ذلك أن نتذكر الزمن الجميل، فالإذاعة التي جمعت السوريين حولها كانت ولا تزال جزءاً من أساسيات حياتنا، فهي الشاهدة على مراحل مهمة من تاريخ سورية، وبرامجها هي السبب في تشكيل وعي الكثير من الأجيال.
غداً تحتفل إذاعة شام أف إم بعيدها الخامس عشر تحت عنوان (لأبناء هذه الأرض) لتوجه التحية لأبرز عشر مطربين سوريين الأصل أغنوا الفن في العالم العربي.
لاشك أن الاحتفاء بإذاعاتنا السورية نقطة مضيئة في حياة السوريين الذين يزرعون حقول الدنيا ضياء، ففي ظلّ التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لا تزال الإذاعات السورية تحجز مقعداً مهماً في حياتهم.
إذاعة شام أف إم عبر السنين الماضية كانت الوسيلة القوية للاحتفال بالإنسانية من خلال الربط ما بين التقنيات التقليدية للإذاعة والتقنيات الحديثة من خلال التكنولوجيا، فقدمت مجموعة متنوعة من البرامج والحوارات والمحتوى ذات المضمون المهم والمتميز.. وقدمت منذ انطلاقتها إعلاماً وطنياً لعب دوراً كبيراً في تشكيل وتنوير العقل، ولا تزال حتى اللحظة ككل وسائل الإعلام الوطني تخوض معركة الوعي بمهنية ومصداقية عالية.
الإذاعة السورية هي الأكثر أهمية وقدرة على التفاعل والتواصل، عادت إلى الحضور بقوة بفضل أبنائها ومحبيها ومستمعيها الساطعين كما الشمس، وهي الوسيلة التي لايمكن للزمن أن يتجاوزها فهي تثبت يوماً بعد آخر انتماءها إلى جذرها الحضاري أي الثقافة الإنسانية، بل الثقافة التي أبدعتها سورية للإنسانية جمعاء، لتبقى الأمثولة الحقيقية في معنى الانتماء للكلمة الممجدة للحياة، فهي بهذه الإرادة تحتضن مفردات الإيمان بدورها وحضورها الإنساني والحضاري.