كم هائل من المعاناة اليومية المعيشية، يعيشها المواطن، والجميع حفظها عن ظهر قلب ولاحاجة لتكرارها وتعدادها وربما يصعب حصرها، هذه المقدمة لعين المجتمع ليست دعوة للتشاؤم بل على العكس تمدنا بكثير من التفاؤل والأمل لما يتمتع به المواطن من صمود أسطوري وطاقة إيجابية لمجابهة هذه التحديات المعيشية، وغالباً مايتم الحديث عنها بروح الفكاهة والدعابة ليثبت للعالم من جديد حبه للحياة وقدرته على التعايش مع تداعيات حرب وحصار اقتصادي جائر ظالم.
هذا بالطبع لاينفي تذمره وشكواه من قضية ما أو هم حياتي من حين إلى آخر بهدف وضع الإصبع على الجرح، وغالباً يلجأ إلى الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب لعله يجد آذاناً مصغية وحلولاً صائبة، وهنا يبرز الوجع الإعلامي لصعوبة تواصل الإعلامي مع بعض الإدارات لبيان الرأي والوقوف على المشكلة واتخاذ الإجراءات المناسبة.
أيام وربما أسابيع يعلق اللقاء الإعلامي مع المعني أو المسؤول، ريثما تتم موافقة المكتب الصحفي لتأتي مشروطة بالمكان والزمان ونوعية الأسئلة المطروحة، مايفقد العمل الإعلامي صفته كسلطة رابعة، وقد تفتر همة الإعلامي ويفقد حماسته لمتابعة تحقيقه لغياب صفة (الخبطة الإعلامية) والتي غالباً ماتتحول إلى خطاب اعتدنا عليه، هو مجرد تصريحات ووعود وعرض لإنجازات فاعلها مبني للمعلوم وإخفاقات فاعلها مبني للمجهول وتكثر السين والسوف للتصدير والتخدير.
ونعيد هنا قول وزير الإعلام الدكتور بطرس حلاق في لقائه صحفيي مؤسسة الوحدة: المكاتب الصحفية التي لاتتعاون مع الصحفيين في تسهيل مهماتهم وتزويدهم بالمعلومات يمكن الإشارة إليهم بمواد صحفية.
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحاً وحيرة: لماذا تتعمد بعض المكاتب الصحفية المماطلة والتردد وربما الامتناع عن تسهيل عمل الإعلامي، مادام الهدف واحداً وهو تأكيد الإيجابي للارتقاء به ونقد السلبي من دون التشهير؟.