أنظمة الليزر والسجل الصحي وريادة الأعمال.. اهم مقترحات الجلسة الختامية لمؤتمر الباحثين السوريين ٢٠٢٢
الثورة – غصون سليمان – ميساء الجردي:
واصل المشاركون في مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب ٢٠٢٢ جلساتهم العلمية لليوم الثالث والأخير بالتركيز على المعرفة ودورها في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال مناقشة الأبحاث المشاركة وآلية الاستفادة منها وتحويل هذه الأفكار والمقترحات إلى واقع عملي تطبيقي يمكن استثماره في دعم الاقتصاد الوطني والاستدامة.
فقد أكد الدكتور مضر سعود بمشاركته البحثية الافتراضية من مصر على تأثير المعالجة الحرارية على السلوك الميكانيكي والكهروكيميائي لسليكة تيتانيوم جديدة تستخدم في التطبيقات الطبية. وتحدث الدكتور معاون الخوالدة من الإمارات العربية المتحدة حول ضرورة تحديد العلاقة بين عوامل وأسباب التأخير ونتائج هذا التأخير في تنفيذ المشاريع، مشيراً إلى آليات الربط بين البحث العلمي والجهات التي تستفيد منه وتعمل على تنفيذه.
وفي بحثه حول ريادة الأعمال ودورها في بناء الاقتصاد المبني على المعرفة أكد الدكتور مأمون طاهر من السويد على أن ريادة الأعمال ستكون حلاً لشريحة كبيرة من العملاء لما لها من تأثير كبير على توليد رأس المال وتحسين المستوى المعيشي والوضع الاقتصادي، لكونها ليست حصراً في مجال معين، بل تتوزع في مجالات مختلفة، وهو الأمر الذي جعل غالبية الدول المتقدمة تعتمد ريادة الأعمال كجزء من المكونات الاقتصادية لتوليد فرص عمل وتحويل الأبحاث إلى مشاريع بما ينعكس على الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
ولفت طاهر إلى الأهمية الكبيرة للكوادر البشرية التي تمتلكها سورية متمثلة بالطلبة الجامعيين وأهمية تحويل الأفكار التي لديهم إلى مشاريع وشركات ما يساهم بشكل كبير في حل المشاكل الاقتصادية.
وتحدث الدكتور محمد صالح جمعة من الإمارات العربية المتحدة حول تأثير الرقمنة على كفاءة عمل موظفي البنوك الإماراتية خلال جائحة كورونا. مبيناً أهمية أن يكون للعملاء القدرة على التعامل مع الأمور الرقمية. وخاصة أن جميع البنوك تطبق اليوم المساعدة الافتراضية والتي كانت السبب في تطور أداء البنوك وفقاً للدراسة التي قام بها الباحث.
وبالوقت نفسه أوضح الدكتور جمعة أن التطور التكنولوجي الرقمي رغم أهميته إلا أنه لا يحل ولا يمكن أن يعمل محل العامل البشري، وبالتالي يجب أن يكون لدى البنوك كوادر بشرية مؤهلة لحل المشكلات التي قد تواجه العملاء.
وفي مداخلات الجلسة الأخيرة للمؤتمر كانت الاستفسارات غنية حول ما تم طرحه من قبل الباحثين المشاركين وإمكانية إيجاد أرضية لمخرجات مناسبة للتطبيق والاستفادة منها بما يخدم اقتصاد المعرفة مع التأكيد على أهمية تغيير الذهنية والثقافة العامة بالنظر إلى القطاعين العام والخاص، حيث ينظر كل منهما إلى الآخر بعين الريبة.
وأشارت المداخلات والردود إلى ضرورة تأمين بيئة تشريعية لتعزيز ودعم ريادة الأعمال، ودعم المبادرات المستحقة وتوسيع استخدامات التقنية والرقمنة في المصارف والمؤسسات وغيرها.
* مذكرة تفاهم
وفي ختام الجلسة تم توقيع اتفاقية تفاهم وتعاون بين الهيئة العليا للبحث العلمي وشركة رعايتي بهدف تحويل نواتج البحوث العلمية إلى اقتصاد معرفة قابل للتطبيق وليكون رافداً من روافد الاقتصاد الوطني، والتي تأتي ضمن مجالات دعم البحث العلمي ليأخذ الطابع الاستثماري. وقد تضمنت اتفاقاً على التشاركية في إقامة المؤتمرات وورش العمل والبرامج التدريبية التخصصية داخل القطر، بغية تطوير الخبرات الوطنية ودراسة الجدوى الفنية للمشاريع الناتجة عن الأبحاث المراد استثمارها وتقديمها للجهات المعنية بغية تطبيقها وذلك دعماً لثقافة الاقتصاد القائم على المعرفة.
تجدر الإشارة إلى مؤتمر الباحثين السوريين في الوطن والمغترب 2022 استمر على مدى ثلاثة أيام نظمته الهيئة العليا للبحث العلمي بالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين، والجامعة الافتراضية السورية، والمدرسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تحت عنوان “نحو اقتصاد المعرفة.. دور الباحثين السوريين في الوطن والمغترب” قدم المشاركون فيه جملة من المقترحات والأفكار البحثية القابلة للتطبيق ضمن بيئات عمل تشاركية تعني جميع الجهات.