الثورة – ترجمة رشا غانم:
منذ سنتين مضت، أثار مقتل جورج فلويد، من قبل ضباط شرطة مينابوليس في البلاد رعباً واستنكاراً كبيراً، حيث إنّ الجريمة التي ارتكبت بحقّه طرحت تساؤلات مثيرة للقلق حول الشرطة في أمريكا واستخدامهم لقوتهم بقتل الأشخاص.
هل كان الانحياز العرقي سبباً في موته المؤلم؟. لماذا كل هذا الاستخفاف بالحياة البشرية؟…
والآن الأسئلة تطرح نفسها مرّة أخرى بعد موت رجل آخر أسود البشرة، بعد أن أطلقت الشّرطة عليه النار أكثر من 60 مرّة خلال عملية توقف مرور من المفترض أن تكون روتينية.
قُتل جايلاند ووكر- 25 عاماً – على يد شرطة أكرون- أوهيو- في 27 حزيران في حادث أشعل شرارة المظاهرات لأيام، ما دفع الّسلطات لفرض حظر وإلغاء الاحتفالات بيوم الاستقلال.
هذا وادّعت الشرطة بأنّهم حاولوا إيقاف ووكر جانباً، لاستحواذه معدّات غير محدّدة، ولتجاوزات مرورية عند الساعة 12.30 صباحاً حيث إنّه هرب، فقاموا بمطاردته.
بعد حوالي 40 ثانية من عملية المطاردة، قالت الشرطة بأنّها أطلقت طلقات نارية باتجاه سيارته، وبعد عدّة دقائق خرج ووكر- والذي ليس لديه سجل جنائي- وهرب بعيداً. هذا وادعت الشرطة بـأنّهم استخدموا الصاعق الكهربائي، ولكنّ ذلك لم يمنعه.
وبعد ثوانٍ، توقف ووكر واستدار تجاه الشّرطة، والتي بدورها قامت بإطلاق النار، على حسب قولهم. تمّ إطلاق أكثر من 90 طلقة، ويبدو من مقاطع الفيديو الخاصة بالمطاردة أنّه تم إطلاق النار حتى بعد سقوط ووكر على الأرض.
ومن جهته قال محامي عائلة ووكر: ” لقد كان ذلك مفرطاً للغاية”.” مطلوب منا جميعاً أن نفهم الطريقة التي فكر فيها ضابط شرطة عاقل بفعل ذلك”. “أسألك ، بينما هو يهرب ، ما الشيء الذي يجب فعله ؟ أن تقتلوه؟ لا، هذا ليس معقولاً “.
كان ووكر أعزل عندما أُطلق عليه الرصاص. وادعت الشرطة بأنّها عثرت على مسدس في السيارة، لكن ليس من الواضح ما إذا كان محشواً بالرّصاص. بينما تم منح ثمانية ضباط متورطين بشكل مباشر في إطلاق النار إجازة إدارية؛ يُجري مكتب التحقيقات الجنائية في أوهايو تحقيقاً، وسيحيل القضية للمراجعة إلى المدعي العام للولاية.
هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها والتي ستحدد ما إذا كان يجب محاكمة هؤلاء الضباط جنائياً.
قبل كل شيء: هل تم إطلاق مسدس أثناء المطاردة ما يعطي مصداقية لمزاعم الضباط أنهم كانوا يخشون على حياتهم؟ في حين أن التأخير في إصدار المعلومات كان مقلقاً.
وبصرف النظر عن القضية المحددة المتعلقة بالذنب الجنائي المحتمل، يجب أن يكون هناك بعض البحث المتجدد من قبل سلطات إنفاذ القانون – في أكرون وفي جميع أنحاء البلاد – حول الممارسات التي أدت إلى قتل مشتبه بهم سود غير مسلّحين على يد الشرطة أكثر من البيض.
ويختم الكاتب:” كنا نأمل أنه بعد وفاة فلويد، ستعيد الإدارات تقييم استخدام القوة المميتة، وتحسين التدريب والتشكيك في الحكمة من التكتيكات مثل مطاردة السائقين الذين لديهم مصابيح أمامية مكسورة.
إن وفاة هذا الشاب بعد إيقافه بسبب مخالفة مرورية ليست مأساة لا داعي لها فحسب، بل إنها مجرد خطأ فاضح”.
المصدر: واشنطن بوست
السابق
التالي