الثورة – عبد الحميد غانم:
ليست مصادفة حضور السيد الرئيس بشار الأسد والطاقم الحكومي في حلب.. هذه المدينة العريقة المبدعة التي تعد من أقدم مدن العالم عراقة وتأثيراً وعلماً وعملاً، صناعة وتجارة، فقد عرفت الكثير من حضارات المنطقة والعالم، ولأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية التي عرفت بها منذ القدم مع دمشق كمحطة رئيسة على طريق الحرير الذي ربط العالم بين شرقه وغربه.
عرفت حلب الشهباء بالعاصمة الاقتصادية لسورية، ومدينة الصناعة والحرف والإبداع والعلم والفكر والمعرفة.
هذه الميزات الغنية لحلب كانت مجال استهداف للغزاة والمستعمرين الذين غزوا سورية على مدار التاريخ القديم والحديث والمعاصر، فلم نستغرب أطماع النظام التركي بحلب والشمال السوري بداية الحرب على سورية، تلك الأطماع العثمانية القديمة المتجددة، وكيف نهب وسرق أردوغان وعصابته المعامل والمصانع والشركات الاقتصادية العملاقة في حلب، وكيف تعرضت هذه المدينة العظيمة لتدمير ممنهج على يد الإرهابيين وعصابات أردوغان، وبمعرفة وتغطية كاملة من الاحتلال الأمريكي والغربي وأدواته بدءاً من البنية التحتية الخدمية، ومروراً بالبنية الاقتصادية الصناعية والتجارية والطاقة الكهربائية، إلى طمس معالمها الثقافية والتراثية التاريخية، وانتهاء بقتل شعبها وتدمير بيوتهم دون تمييز وقتل الحياة العلمية والتعليمية والتربوية وهي المدن والمناطق التي تعرضت للاحتلال والإرهاب.
فليس مصادفة حضور السيد الرئيس بشار الأسد وعائلته في حلب الشهباء، ويشارك أهلها الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، ويؤكد هذا الحضور الذي يتزامن مع حضور الطاقم الحكومي برئاسة رئيس الوزراء في حلب لمتابعة إنجاز الخطوات العملية التي تتم في حلب التي تستعيد عافيتها، وقد أقلعت عملية الإعمار والبناء لتطهير حلب من رجس الإرهابيين ومشغليهم، وعادت الحياة للكثير من المنشآت الصناعية والتجارية والطاقة إلى عملها اليوم، وتجني حلب اليوم ثمار صمودها وتضحياتها في مقاومة الإرهاب والعدوان والاحتلال.
انها رسالة واضحة للأعداء أولاً أن حلب كباقي أي مدينة سورية هي في عين اهتمام السيد الرئيس بشار الأسد والقيادة السورية، لاسيما وأن الجيش العربي السوري بذل كل جهد مع القوات الحليفة لتحرير حلب وكل شبر من الأرض السورية من الإرهاب، ووقف سداً منيعاً في وجه المخطط التركي الجديد لتدمير حلب، واحتلال الشمال السوري تحت حجج واهية وجعلها قاعدة المحتل الغازي لتنفيذ مخططه الذي يتناغم وينسجم مع المخطط الصهيوني الأمريكي والغربي في المنطقة.
فحلب كما أكد السيد الرئيس بشار الأسد خلال لقائه أهلها، هي في القلب والعقل وفي عين اهتمامه.. فهي حاضرة في القلب والعقل، وجاء ليؤكد مجدداً ذاك الاهتمام من خلال إطلاق المزيد من مشاريع الحياة التي تعيد لحلب دورها وفعلها الحضاري الإنساني في الوطن وخارجه.
السابق