الثورة- عبد الحميد غانم
لا يزال الغرب يواصل تسييسه للعمل الإنساني وعرقلة أي جهد صادق للتخفيف من معاناة السوريين.
فقد شهد مجلس الامن الدولي فصلا جديدا من محاولات الغرب استخدام الجانب الإنساني كأداة ضغط على سورية لإخضاعها لمشروعه العدواني ومخططه الإرهابي التقسيمي.
في حين اضطرت روسيا مجددا لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الغربي المسيس في مجلس الأمن الدولي والذي يريد تمديد آلية إيصال المساعدات إلى سورية عبر الحدود السورية التركية.
كما عرقلت الدول الغربية اعتماد مشروع قرار روسي في مجلس الأمن الدولي لتمديد العمل بالقرار 2585 وزيادة مشاريع التعافي المبكر وإيصال المساعدات لجميع محتاجيها من داخل سورية.
لقد أبرزت التطورات والأحداث الجارية على مدى سنوات من الحرب على سورية أن الجانب الإنساني يشكل أحد أهم جوانب الأزمة فيها، حيث لم تتوقف محاولات الغرب لاستغلال هذا الجانب من أجل الضغط على سورية كي ترضخ لمشاريعه العدوانية والتقسيمية، على الرغم من أن سورية اعتمدت آليات ومبادرات جديدة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، كما رحبت بكل الجهود السابقة لمساعدتها في تخفيف هذا العبء الإنساني عن شعبها، مشددة على أن جميع الإجراءات مهما كانت كبيرة ستبقى تجميلية وقاصرة عن أداء المطلوب ما لم تتم معالجة الأسباب الجذرية الكامنة وراء معاناة الشعب السوري والمتمثلة بالإرهاب إضافة إلى معالجة الآثار السلبية التي يتكبدها المواطن السوري جراء الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الدول الداعمة للإرهاب على الشعب السوري.
لم يعر الغرب المتغطرس أي اهتمام لما قامت به سورية في المجال الإنساني، وتجاهل تماما ما أولته من اهتمام بالغ لمتابعة الشأن الإنساني، حيث بذلت وتبذل جهوداً حثيثة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوري والتخفيف من معاناته.
وقد أثبتت الوقائع أن المتسبب في الأزمة الإنسانية في سورية هو السياسات الخاطئة لبعض الدول الغربية التي ماتزال تمارس التضليل والتزوير عبر ادعاء حرصها على توفير الدعم الإنساني للسوريين.
وسورية بهذه المناسبة وغيرها ووفق مندوبها الدائم بالأمم المتحدة حملت وتحمل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا المسؤولية الكاملة عن إفشال تنفيذ ركائز جوهرية في القرار 2585 الخاص بمرور المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري وتأسف لعدم تبني مشروع القرار المتوازن الذي قدمته روسيا وتستهجن إصرار الدول الغربية الثلاث الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على تضليل الرأي العام وتزوير الحقائق ومواصلتها تسييس العمل الإنساني وعرقلة أي جهد صادق للتخفيف من معاناة السوريين.
