الثورة – هشام اللحام:
شرعت الأندية الفرنسية في الإعداد للموسم المنتظر، حيث انطلقت تحضيرات كل أندية الدوري الفرنسي في التدريبات تحسباً لضربة البداية خلال الشهر المقبل، موعد عودة التنافس في الدوري القادم.
وغيَّرت الفرق الفرنسية أسلوب تعاملها مع المدارس التدريبية، حيث لجأت أندية الصف الأول إلى أسماء أجنبية لقيادتها في الموسم المقبل ومحاولة تحقيق مراكز في أعلى الترتيب، وهو توجه غريب بما أن الكرة الفرنسية عُرفت باعتمادها على الأسماء المحلية، نظراً لأنّ فرنسا تملك مدربين من أعلى مستوى كتبوا صفحات النجاح مع منتخبات وطنية أو في أندية قوية، وخاصة في الدوري الإنكليزي.
وفضّل نادي مرسيليا مدرباً كرواتياً لقيادة الفريق الموسم المقبل، هو إيغور تودور، خلفاً للأرجنتيني جورجي سامباولي، الذي غادر النادي قبل بداية التحضيرات.
وقد كان اختيار المدرب السابق لنادي فيرونا الإيطالي سريعاً، ما يثبت أنّ إدارة مرسيليا كانت تخطط مسبقاً من أجل الاعتماد على اسم أجنبي يدرب الفريق، وهو اختيار مفاجئ نسبياً، ذلك أنه بعد إعلان المدرب الأرجنتيني انسحابه توقع الجميع أن يراهن مرسيليا على مدرب فرنسي، ولكن إدارة النادي سارت في اتجاه عكس التوقعات.
وتودور هو المدرب الأجنبي الثالث توالياً لمرسيليا في المواسم الأخيرة بعد البرتغالي أندريه فيلاش بواش والأرجنتيني سامباولي.
واختار ليل التعاقد مع المدرب البرتغالي باولو فونسيكا، الذي سيخوض أول تجربة له في الدوري الفرنسي، بعد سنوات من العمل في أوكرانيا ثم تجربة مثيرة في الدوري الإيطالي مع نادي روما الذي اقترب من قيادته لتحقيق نجاحات كبيرة أوروبياً.
ولم يتوقع أن يتعامل ليل مع المدرسة الأجنبية، ولا سيما أن أبرز نتيجة حققها الفريق في المواسم الأخيرة كانت بقيادة مدرب فرنسي عندما توج بالدوري الفرنسي 2021، وأحدث مفاجأة كبرى.
ويعتبر توجه ليل إلى مدرسة أجنبية من المفاجآت الكبرى بما أنّ النادي يعاني من أزمات مالية خانقة إضافة إلى أنه لن يشارك في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، وبالتالي كان من الغريب أن يختار مدرباً لا يملك فكرة عن الدوري الفرنسي في مرحلة انتقالية مهمة لبطل فرنسا في موسم 2020ـ2021.
ولجأ نادي نيس، الذي يعتبر من أفضل الأندية في المواسم الأخيرة ويحقق نجاحات مميزة، منها الوصول إلى نهائي كأس فرنسا في الموسم الماضي، واقترابه من التأهل إلى دوري الأبطال في الموسم الماضي أيضاً، إلى مدربه السابق السويسري لوسيان فافر، الذي قاده منذ ثلاثة مواسم قبل انتقاله لتدريب فريق بروسيا دورتموند الألماني.
ورغم أن نيس سبق له أن راهن على المدرسة الفرنسية ومنح الفرصة إلى المدرب باترييك فييرا، إلا أنه فضّل هذه المرة اسماً أجنبياً في محاولة لكتابة صفحة نجاح جديدة.
واحتفظ ليون بمدربه الهولندي بيتر بوش، الذي قاده خلال الموسم الماضي دون أن يحقق الفريق نجاحات، حيث فشل في تأمين مشاركة أوروبية، وبالتالي كانت كل التوقعات تصب باتجاه فكرة التخلي عنه والبحث عن اسم فرنسي يقود النادي.
كما أنّ ليون عرف دخول مستثمر جديد، وبالتالي فإنّ الفريق يملك القدرات التي تساعده على التعاقد مع أفضل المدربين الفرنسيين، ولكنه قرر التعامل مع المدرسة الأجنبية معتمداً على المدرب الهولندي ومنحه فرصة ثانية لعله يعيد نجاحه السابق مع أجاكس الهولندي، في وقت توقعت فيه عديد الأطراف أن يلجأ النادي إلى واحد من المدربين الفرنسيين الناجحين.
وسار قطار فريق باريس سان جيرمان عكس اتجاه بقية الأندية الأخرى، فالباريسي الذي يملك ميزانية ضخمة كان قادراً على التعاقد مع أبرز المدربين على الساحة، ولا سيما أنه تعاقد سابقاً مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي وأيضاً مع المدرب الألماني توماس توخيل، ومنذ سنوات عديدة يراهن على أفضل المدربين في العالم ولكن الفريق اختار هذا الموسم توجهاً مختلفاً بالكامل عن بقية الأندية.
ولئن كان الاستغناء عن المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو متوقعاً نظراً لأن نتائج الفريق كانت سلبية، فإنّ اختيار مدرب فرنسي لا يعتبر نجماً في عالم التدريب هو كريستوف غالتييه، يثبت أنّ فلسفة الباريسي كانت مختلفة وهي البحث عن مدرب له أفكار مختلفة وشخصية قوية يقود الفريق في الموسم المقبل.
وغالتييه من الأسماء التي تملك تصوراً تكتيكياً واضحاً، وأفكاره تصل إلى اللاعبين بشكل يسير وقد أثبت نجاحه في الدوري الفرنسي مع كل الأندية التي دربها إلى حدّ الآن.
كما يعتبر قرار فريق رين الإبقاء على مدربه الفرنسي برونو جينيزو متوقعاً، فقد حقق مع النادي في الموسم الماضي نجاحات كبيرة وبالتالي يستحق فرصة ثانية، ولا سيما أن الفريق سيشارك في دوري المؤتمر الأوروبي.