الدكتور جورج جبور:
زيّن غياب الحسّين السياسي والإنساني لبلفور وويلسون أن بالإمكان إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
واليوم بعد 100 عام من إقرار عصبة الأمم صك الانتداب على فلسطين ثبت أن قابلية هذا الوطن للحياة الطبيعية أمر مايزال بعيد المنال بل ويزداد بعداً.
وثمة شعور متصاعد في الكيان الإسرائيلي بأن أيام الكيان القادمة ستكون أصعب من أيامه السابقة.
وأهم دليل على ذلك تتابع انتخابات الكنيست على نحو يجسد غياب الروح الجامعة لدى المستوطنين، ويتعاظم الشعور بهذا الغياب من خلال تكاثر أعداد اليهود المتعصبين حرفياً لتقاليد غدت ممجوجة عالمياً.
غاب الحسّان السياسي والإنساني عند بلفور وويلسون صائغا تصريح 2 تشرين الثاني 1917 وعند من تبعهما من قادة بريطانيا وأمريكا فنص التصريح ونص الانتداب على تعهدين متناقضين لا يمكن مصالحتهما، (وطن قومي ولا مس بالحقوق).
تعهدان تسببا وما يزالان يتسببان في اقتتال لا نهاية منظورة له، ألا توجب الحقيقة علينا وعلى العالم أن نصف الانتداب بأنه إجرام ارتكبه التنظيم الدولي؟
هل لدى الرئيس بايدن من الحسين السياسي والإنساني ما يجعله يدرك هذه الحقيقة أم أنه يعاني من ضعف في هذين الحسّين؟
* الكاتب رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة، وخبير سابق مستقل لدى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.