التلوث البيئي من أخطر الكوارث التي يواجهها الإنسان في العصر الحديث، وهو تدهور البيئة نتيجة خلل فيها، بحيث تفقد قدرتها على أداء دورها في التخلص الذاتي من الملوثات بالعمليات الطبيعية، فنحن نعيش في بيئة مليئة بالملوثات، تحيط بنا من كلّ جانب، نستنشقها من الهواء، ونشربها مع الماء، ونمشي فوقها على الأرض.
لماذا وجدت الحدائق في مخططات المدن والضواحي السكنية، وغابت عن أرض الواقع؟ سؤال يتردد على ألسنة الجميع بما آلت إليه أوضاع تلك المساحات المهملة، والتي وجدت لمدلول هادف ونبيل، وهو تنفس سكان الأحياء فيها في أوقات فراغهم ومناسباتهم -أحياناً- وتعطي صورة حضارية تسهم في تلطيف أجواء المدن وتضفي عليها حللاً جميلة في حياة البيئة والصحة العامة.
غير مقبولة ولا معقولة تلك المناظر التي نشاهدها داخل مدننا وعلى جنبات الشوارع.. تلك المساحات الكبيرة من الأراضي التي أصبحت تشبه الأماكن المهجورة وتراكمت فيها الأوساخ والحجارة وكلّ ما لا يخطر على بال أحد مشاهدته في تلك المواقع البارزة في المدن، وباتت مساحات شاغرة مهملة شوّهت المنظر الجمالي دون الحديث عن المرافق الترفيهية التي تبقى غائبة كما يطمح له قاطنو المناطق.
هل من المعقول أن نشاهد لسنوات طويلة مساحات شاسعة من الأراضي المهجورة المهملة التي تمثل منظراً غير مستحب في أهم شرايين المدن والضواحي، أراض مهملة ليس فيها غير التراب والحجارة والشجيرات البرية ترسم لوحة مشوهة مؤذية في مدن جميلة نريدها أن تكون الأجمل.
الجهات المعنية مسؤولة عن إنهاء تلك المناظر والمشاهدات غير المرضية.. والبدء بتنظيم وإزالة الأنقاض والمخلفات وغيرها، وزراعتها بالأشجار بمختلف أنواعها، وزرع مساحة كبيرة منها بالعشب ليتحول المكان إلى مساحة خضراء تمثل متنفساً للقاطنين والزوار.. ولا ننسى أهمية توعية المواطنين بأهمية المحافظة على تلك المساحات في حال وجدت.