مشروع “نساء مجهولات” … مهام المرأة التي لاتنتهي

الثــــورة:

تحاول امرأة عاملة ترتدي حذاء ذو كعب عالٍ الطهي والتنظيف والدردشة بالهاتف في ذات الوقت، لكنها تنتهي وسط مستلزمات مطبخ متناثرة في كل مكان، ورأسها عالق في الفرن. وامراة أخرى تطرح المماسح وأدوات التنظيف الأخرى المتطايرة في بحر من الإسفنج والصابون وبخاخات التنظيف. امرأتان جالستان تحجبهما الستائر المقيدة وكمية مفرطة من المنتجات الطازجة تكاد تخفي جسديهما، وامرأة تختفى تمامًا بين أواني ملونة متناثرة ومتطايرة وملقاة بكل مكان وأخرى ملقاة بين وسائد ومناضد وستائر ملتفة..لحظات مسترقة من حياة كثير من النساء
تمثل الصور السابقة سلسلة Anonymous Women من أعمال باتي كارول المكونة من أربعة أجزاء، وهي مشاهد مدهشة تمثل لحظات مسترقة من حياة كثير من النساء، تم احتجازها وحفظها وتوثيقها بين الجوانب الأربعة للوحة بطلتها عارضة أزياء مجهولة الوجه تحاول – وتفشل دائمًا في إكمال – مجموعة من الواجبات. إنها تعليقات فكاهية على الضغط الذي تواجهه المرأة العصرية باستمرار لتحقيق الكمال المنزلي مع التفوق المهني والاهتمام بالآخرين.مثال للضغط المنزلي بكامل هيئته
وتُعد لقطات المصورة الامريكية باتي كارول الملتقطة في المنزل مثالاً للضغط المنزلي بكامل هيئته، وقوة تأثيره، ومختلف صوره، وقد اشتهرت باتي كارول، وهي مصورة فوتوغرافية ملهمة، باستخدامها للصور الكرنفالية المشبعة بالألوان، كثيفة الدلالات منذ السبعينيات، فهي تجيد وبمهارة لافتة صياغة المجموعات اللونية بمختلف صورها وأداءاتها وقوة صياغاتها وكثافتها قيمتها وشدة توافقاتها وتبايناتها، فبعد انتقالها إلى بريطانيا وتجاهل “إنجازاتها المهنية. “كونها معروفة بالسيدة جونز بدلاً من ألقابها المستقلة كـ “باتي كارول”، المعلمة، المصورة الفوتوغرافية، الفنانة والذي وضعها في أزمة هوية وكرّس لديها الشعور بالتمرد مما دفعها لالتقاط “صوراً لرؤوس ضعيفة ومختبئة خلف أشياء منزلية مختلفة كرد فعل أولي على هذا المأزق.

تقول كارول : “الداخل من المنزل مريح، ولكن يمكن أيضًا أن يخفي الهوية الفردية، خاصة عندما يصبح الديكور المثالي هاجسًا، أو إشارة إلى المكانة أو القيمة، فالصور “المُنشأة” في السلسلة المستمرة هي صور منزلية مقلوبة رأساً على عقب، حيث تكون الأشياء مقلوبة رأساً على عقب والحجم متغير. الزخرفة خارجة عن السيطرة، وامرأة المنزل تائهة في جنونها. نساء مجهولات او”Anonymous Women” مشروع فني يتكون من سلسلة من 4 أجزاء من تركيبات الاستوديو المصممة للكاميرا، والتي تخاطب النساء وعلاقاتهن المعقدة مع الحياة المنزلية. من خلال “التمويه الفني المحبوك”، وهو إضاءة إبداعية جديدة، تختفي المرأة بين الأشياء، التي تستخدمها، فهي بين الستائر والمناضد والوسائد والأدوات والأجهزة المنزلية وقطع الأثاث تخفي أو تختفي هويتها تمامًا، حتى تكاد تكون جزء من هذه الأشياء.المرأة ضحية لهواجسها وأنشطتها ونجاحاتها
وتتطرق سلسلة Anonymous Women كذلك لقضايا الاستهلاك المعاصرة و”عندما تصبح المرأة ضحية لهواجسها وأنشطتها ونجاحاتها وتفاعلها مع الآخرين، ومصرة على إثبات ذاتها المحملة بأعباء الأسرة والحياة العامة.  فقد تم نشر سلسلة “نساء مجهولات ”  وقد تبلور المشروع عندما اشترت كارول مزرعة تم بناؤها في الخمسينيات وبدأت في تزيينها وتأثيثها على أنها “المنزل المثالي من خمسينيات القرن الماضي”. وأشارت إلى أن النساء دائما ما يكن مرتبطان ببيوتهن بطرق لا يمكن تحديدها حقًا. في حين أن المنزل الذي أنشأنه هو أسطورة داخلية وواقع، حيث تعتقد كارول أن النساء جميعا يعتقدن أن منازلهن امتدادات لأنفسهن.. “فالنساء اللواتي يشترون الأشياء والأدوات التي تشاركهن الحياة “المنزلية” التي تشارك في الأعمال، تمر دون أن يلاحظها أحد أو لا تحظى بالتقدير، كـ “النساء”.النساء يختفون بصمت في خلفية الحياة المنزلية
فالنساء هن من يديرون المنازل ويربون الأطفال ويعملون في مختلف الوظائف، ويحافظون على جمالهن وأنوثتهن، لكنهم يختفون بصمت في خلفية الحياة المنزلية. ومع ذلك، فهناك ربات البيوت اللواتي يشاركن أحيانًا في موكب استهلاكي غريب. فلديهن التوق الدائم إلى هوية أو فئة معينة مبنية على حيلة من الأشياء المكتسبة.

ومنذ أن كانت محصورة في منزلها بسبب وباء فيروس كورونا المستمر وبسبب استئصال الزائدة الدودية مؤخرًا، تقول كارول  إن المتطلبات الدنيوية والقمعية للحياة المنزلية لا مفر منها. تقول: “من الصعب التفكير في قضايا أكبر عندما نكون محصورين في منازلنا ونهتم بالقضايا اليومية التي تبدو بلا معنى مثل الطهي والتنظيف والأكل والنوم وما هو موجود على التلفزبون للترفيه”. “ومع ذلك، فإن جميع صوري تحتفي بهؤلاء المجهولات، و تدور حول تلك المهام البسيطة والعادية والمرهقة التي يقمن بها كل يوم.

آخر الأخبار
روبيو والصفدي يبحثان تثبيت الهدوء في سوريا والمنطقة أنشطة خدمية وجولات ميدانية لتحسين واقع الحياة في مدينة سراقب الصالح يبحث مع يرلي كايا تعزيز التعاون في إدارة الكوارث منتدى الاستثمار  السوري – السعودي ينطلق في دمشق.. وزير الإعلام:  سوريا تربة خصبة وسوق واعدة للاستثم... منتدى الاستثمار السوري السعودي.. خطوة كبيرة في مسار الانفتاح الاقتصادي عمر الحصري رئيس هيئة الطيران المدني بعيد تكليفه: أتعهد بإطلاق منظومة طيران آمنة وفعالة المنتدى السوري السعودي يؤسس لشراكة نوعية.. وزير الإعلام: 44 اتفاقية بقيمة 6 مليارات دولار القطاع التأميني يتحرّك.. لجنة فنية وملتقى دولي وتدريب حديث مرسوم رئاسي بتعيين شادي سامي العظمة رئيساً لهيئة التميز والإبداع تعزيز التنسيق في إدارة الطوارئ.. زيارة رسمية لوفد وزارة الطوارئ السورية إلى أنقرة التوسع باختصاصات الصيدلة ودعم الخريجين في الشمال مرسوم رئاسي بتعيين عمر الحصري رئيساً للهيئة العامة للطيران المدني قيمة تأسيسية في مسار بناء الوعي.. التطوع جوهر الشراكة المجتمعية "توب بلاستيك" قصة نجاح من غازي عنتاب إلى حسياء الصناعية يعكس ثقة استثمارية سعودية متزايدة.. إطلاق أول مصنع للإسمنت في سوريا "حمزة لم يحمل سوى شارة الإنسانية".. قلق متصاعد بعد اختطاف متطوع  الدفاع المدني بالسويداء العمل على إصدار تعرفة نقل منصفة.. 20 باص نقل داخلي في طرطوس حلب تستعيد نبضها.. مشاريع تعافٍ وأمل بالعودة الآمنة للمهجرين في مشهد تفاقمها.. تحديات تعيق الاستثمارات في النفايات دخول قافلة مساعدات إغاثية لمحافظة السويداء