الثـــــورة:
ما فعله قلم “الحبر الجاف” هو جعل الكتابة شيئًا يمكن أن يحدث في أي مكان وزمان. ولن تتوقف إلا إذا نفذ حبر القلم، ساعتها يمكنك ببساطة استبدال الأنبوب لتعود للكتابة من جديد، فمن اخترع “القلم الجاف”؟
قلم الحبر الجاف هو نوع من أدوات الكتابة (الأقلام) يحتوي على كرة معدنية في طرفه تساعد في توزيع حبر كثيف يشبه المعجون عن طريق التدحرج على السطح ويتوفر في كل من الطرز التي يمكن التخلص منها والقابلة لإعادة الملء، وتستخدم هذه الأداة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
حيث قبل اختراع الحبر الجاف، كانت أقلام الغمس (الريشة) وأقلام النافورة (قلم الحبر السائل) هي أكثر طرق الكتابة بالحبر شيوعًا. ومع ذلك، فإن كلا النوعين له وقت تجفيف بطيء، لذلك سعى المخترعون إلى أداة من شأنها تصحيح هذه المشكلة.
– صنع الأمريكي John J. Loud وحصل من خلاله على براءة اختراع عام 1888. كان هدفه هو إنشاء قلم يمكن استخدامه على الأسطح الخشنة، فقد كان يعمل بدباغة الجلود وكان يحتاج لأداة يكتب بها على الجلود التي يقوم بدباغتها. القلم الذي اخترعه كان مكوناً من كرة فولاذية في رأس القلم مثبتة في تجويف بحيث تستطيع الدوران. استطاع القلم الكتابة على الجلود، لكنه كان عديم الجدوى في كتابة الرسائل، حيث كان يسبب الفوضى و كان غير زلق وثقيل، لذلك كان تطبيقه محدودًا، ومن ثمّ فإنه لم ينجح تجارياً.
– بعد مرور أكثر من 20 عامًا على وفاة لاود، لاحظ صحفي يدعى بيرو خاصية الجفاف السريع للحبر المستخدم في الجرائد، و كونه يعمل كمدقق مطبعي، كان على بيرو أن يملأ قلمه ذو الريشة مراراً و تكراراً من الدواة مما قاده للجنون أحياناً، قام بيرو بالاشتراك مع أخيه وكان كيميائي باختراع قلم لا يحتاج إلى إعادة تعبئة الحبر على أن يكون أكثر سمكًا من حبر الجريدة حتى لا يلطخ الصفحات، القلم يتضمن كرة توضع في قمة القلم و كلّما تحرّك القلم على الورقة، فإن الكرة تدور ساحبة الحبر من الخرطوش، نتج عن ذلك قلم يمكنه الكتابة بدون تلطيخ وبوقت قصير للجفاف.
– تمّ إنشاء معمل لصناعة المزيد من الأقلام ذات الكرة، ثم انتبه البريطانيون بعد أن أذهلتهم مميزات القلم ذو الكرة، فقامت شركة “بيك” Bich بشراء براءة اختراع هذا القلم، وتم تزويد القوات الجوية الملكية بها، وكان أحد الأسباب الرئيسية وراء انطلاق قلم Bich الرخيص والمبهج هو التغييرات في تقنيات الإنتاج.
– سمح الإنتاج الضخم للبلاستيك أن تكون أقلام الحبر الجديدة رخيصة جدًا. على مدى العقود التالية، أصبحت الأقلام أرخص، دون المساومة على قدرتها على الكتابة.
فقد اعتبر الكثيرون قلم Bic معجزة، فلم تكن هناك طريقة يمكن للناس من خلالها الكتابة بسهولة قبل Bic “.
– تصميم الجسم السداسي للقلم والذي يجعل من السهل الإمساك به.
– العمود الشفاف الذي يسمح برؤية الحبر ينفد.
– الثقب الصغير في الجسم والذي يعادل ضغط الهواء داخل القلم وخارجه.
– الحبر الذي يجف في بضع ثوانٍ بدلاً من 10 ثوانٍ.
لم تصبح أقلام الحبر الجاف عنصرًا أساسيًا في جميع حالات الكتابة تقريبًا فحسب، بل أصبحت أيضًا أداة رسم شائعة. نظرًا لإمكانية تكلفتها وسهولة استخدامها، ينجذب الفنانون -وخاصة أولئك الذين يرسمون- نحو إمكانياتها التي لا حصر لها. من خلال تحريك القلم برفق ذهابًا وإيابًا على الورق، يمكن للفنانين رسم وإبداع لوحات واقعية مثل الجلد والشعر باستخدام قلم حبر جاف.
ومع ذلك، نظرًا لحساسية الحبر للضوء، فإن الرسومات وغيرها من الأعمال الفنية التي تم إنشاؤها باستخدام الحبر الجاف تواجه بعض مشكلات طول العمر.