الثورة- تعليق – لميس عودة
منذ بداية الحرب الإرهابية على الشعب السوري، كان للنظام التركي اليد الطولى في كل الممارسات العدوانية، والباع الإجرامي الكبير في إشعال جبهات وتسعير الحرب على اتساع الجغرافيا السورية، لمآرب توسعية احتلالية ولغايات اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية لم تعد خافية على أحد.
فالإرهاب المنظم الذي يمارسه النظام التركي على الأراضي السورية لم يتوقف يوما وسجل التعديات الإجرامية والانتهاكات الصارخة التي يقوم جنود احتلاله وعصابات إرهابييه بحق أهالي الشمال والجزيرة متخم بالفظائع الوحشية، بغية تهجيرهم عنوة والسطو على ممتلكاتهم وأراضيهم .
فالهجمة العدوانية المسعورة والقصف الهمجي العنيف من قبل جنود الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين الذي شهدته قرى ناحية تل تمر وطال 22 قرية محاذية لمناطق سيطرة الاحتلال في ريف ناحية تل تمر وناحيتي زركان وأبو راسين وما أسفر عنها من استشهاد مدنيين وإصابة العديد من المواطنين بينهم أطفال وكبار سن، إضافة إلى الأضرار البالغة في ممتلكات أهلنا ونزوح عدد منهم، وتضرر البنى التحتية ما أدى إلى خروج محطة كهرباء تل تمر 66 عن الخدمة، كل هذه السلوكيات الإرهابية تؤكد لهاث نظام اردوغان لرسم خريطته التوسعية العدوانية في منطقة الجزيرة بالحديد والنار والترويع.
فتكثيف العدوان على قرى وبلدات منطقة الجزيرة يحمل في مواقيته الحالية مدلولات رغبة الانتهازي اردوغان باستغلال الظروف الدولية والتسلل من بنود تفاهمات واتفاقات ادعى زوراً انه ملتزم بتنفيذ بنودها في “سوتشي واستانا” وليس آخرها ما جرى في قمة طهران والتي طالبته جميعها بعدم خرق مواثيق التزاماته التي تعهد بموجبها بضمان وحدة وترابط الجغرافيا السورية، لكن الوصولي التركي يتلون حربائياً حسب الطقوس السياسية وحسبما تقتضيه مصالحه وأطماعه باللعب على حبال الاصطفافات والمناورة في لعبة الجشع لقضم مساحات من الأراضي السورية، يتوهم أنه سيكرسها واقعاً استعمارياً محدثاً على الخريطة السورية.
في كل ما يقوم به النظام التركي من جرائم ضد المدنيين، وما يرتكبه من أعمال لصوصية ونهب و تمكين أدوات إرهابه من التعدي على المدنيين ومنازلهم وممتلكاتهم، يؤكد أن لا عهد ولا مصداقية للبلطجي التركي ولا نيات له بوقف جموح أطماع العدوانية، لكن كما أخفق في كل مساعيه السابقة سيفشل الآن، فمنطقة الجزيرة سوف تحرق أوهام المعتدين.