الثورة- تقرير لجين الخطيب:
“الدول التي ينتهي بها المطاف على القائمة هي الدول التي لا نحبها، أما الدول التي نتحالف معها ليست على القائمة، الأمر كله متعلق بازدواجية المعايير”، هذا ما ذكره سابقاً “مايكل أف. أوبنهيمر”، الأستاذ في مركز جامعة نيويورك للشؤون العالمية، أثناء حديثه عن القائمة المزعومة التي أعدّتها الولايات المتحدة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وما تثيره واشنطن مؤخراً حول احتمال إضافة موسكو إلى تلك القائمة، ليس إلا تأكيدا على الازدواجية التي ذُكِرت أعلاه وسياسة الكيل بمكيالين التي يتّبعها الغرب عموما والتي لا تخفى على أحد.
ففي تطوّر وُصِف بالخطير بين الولايات المتحدة وروسيا، حذرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، “نانسي بيلوسي”، وزير الخارجية الأمريكي، “أنتوني بلينكن”، من أن الكونغرس سيصنف روسيا كدولة راعية للإرهاب إذا لم تفعل وزارة الخارجية ذلك، حسبما أفادت صحيفة “بوليتيكو” نقلاً عن مصادر مطلعة.
وفي السياق، قال كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، فلاديمير فاسيليف، لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”: “مبادرة بيلوسي متفق عليها مع البيت الأبيض، ويمكن تفسيرها بعاملين: أولاً، يعتقد فريق بايدن بأن الإجراءات المعادية لروسيا لم تحقق النتيجة المرجوة منها، لذلك قرر رفع الرهان.
وتصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب يعني قطع العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للسلطات الأمريكية أن تصادر بأمان احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية الروسية المجمدة، وهي حوالي 300 مليار دولار؛ وثانيا، يريد بايدن إعادة الإعلام الأمريكي للانشغال بأوكرانيا في الفترة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، والتي ستُجرى في نوفمبر.
فالآن، تهيمن الأجندة الأمريكية المحلية على وسائل الإعلام الأمريكية.. يتعرض بايدن لانتقادات بسبب إخفاقاته في الاقتصاد، كما أن صرامته تجاه روسيا، لا تزال غير ملحوظة. وهكذا، فإذا أثير موضوع إعلان روسيا دولة راعية للإرهاب عبر الكونغرس، ستعود أوكرانيا إلى مجال الإعلام الأمريكي”.
ليست هي المرة الأولى التي تلوّح فيها واشنطن بذلك، فقد صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قبل 3 أشهر، بأن الولايات المتحدة تدرس إمكانية إدراج روسيا الاتحادية في قائمة “المتواطئين مع الإرهابيين” على حد تعبيره، ما اعتبرته الخارجية الروسية “خطوة دعائية”.
تلك القائمة التي لا تخدم سوى أجندات الولايات المتحدة، فترفع دولاً عنها وتُدرج أخرى وفقا لمصالحها، من المحتمل أن تُضاف إليها روسيا عِقابا على عمليتها العسكرية في أوكرانيا و”انتهاكاتها” المزعومة من قِبل واشنطن التي تتصدّر المرتبة الأولى في دعم الإرهاب وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان حول العالم، وبحسب الوثائق والإحصائيات فإن 93% من عمر الولايات المتحدة هو عبارة عن حروب شنتها على دول العالم، أبرزها:
2001 غزو أفغانستان تحت ذريعة القضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي ليثبت فيما بعد أن واشنطن هي نفسها وراء ظهور هذا التنظيم.
2003 غزو العراق “دون تفويض من الأمم المتحدة “.
2011 دعم وتمويل الإرهابيين في سورية، فرض عقوبات أحادية لخنق الشعب السوري اقتصاديا، وسرقة القمح والنفط السوري.
2015 التغاضي عن العدوان السعودي علي تدمير اليمن ودعم السعودية في هذا العدوان.