الثورة-ثورة زينية:
يتوقف الزمن في رأسك وأنت تتخيل ماالذي سوف يحدث وأنت تشاهد ذلك العمود الحديدي ينغرس في تربة كلسية هشة ليحرس حياة اكثر من 15 مواطناً يقطنون في ذلك المنزل الذي ينتظر على حافة الانهيار في جبل الاقرع في دمر الغربية في العاصمة دمشق.
لم أدرك خطورة الموقف بعد شكاوى وردت الى صحيفة الثورة حول الموضوع الى ان نزلت الى أرض الموقع ورأيت بأم العين ذاك الخطر المحدق بأرواح تتلاعب بها أيدي الملتفين على القوانين والخفايا التي يتراشق بها اولئك المفسدين من تحت طاولات انعدام الضمير الذي وصل الى حد الاستهتار بأرواح الناس تحت نظر من تم الوثوق بهم ليتسلموا زمام أمانة الحفاظ عل مصالح المواطن.
وقبل ان تقع الفأس في الرأس ويسقط ضحايا لا ذنب لهم في كل تلك المعمعة ويهرول المعنيون الى مكان الكارثة ويطالبون بالتحقيق والتدقيق، لم لا نتفادى مثل تلك الكوارث التي تتكرر يوميا في كثير من قرانا ومدننا ومحافظاتنا.
القصة بدأت 2020 كما يقول أحد المواطنين المتضررين نشتمان محمد والذي يقطن منزلا مؤلفا من طابقين مع شقيقه واسرتهما المكونة من 15 فرداً على سفح جبل الأقرع الملاصق للشام الجديدة او ما يعرف بمشروع دمر باتجاه جبل قاسيون: ان جمعية المنهل للسكن والاصطياف التي تستثمر في المنطقة قامت بمساعدة بعض الجهات المعنية بقلع 9 شجرات زيتون ولكن تبين فيما بعد ان الأمر كان بقطع 5 شجرات زيتون و2 حراجية.
ومن ثم بدأت الجمعية بالحفر وكان يبعد عن منزلي 9 امتار كما افهموني انه يحق لهم ووضعوه علامة 9 امتار، وبدأ الحفر بالفعل ثم جاؤوا وقالوا ان المساح كان مخطئا بقياساته وأرجعوا نقاط العلام لثلاثة أمتار إضافية فقط طبعا عن المنزل وهكذا في كل مرة يدعون الخطأ الى ان تمت محاصرة المنزل بالحفريات.
يضيف المواطن نشتمان عندما كنت أعترض وأحاورهم يقولون لي سيتم تسوية وضعك بسكن بديل او تعويض لأكتشف لاحقا ان كل تلك الوعود كانت عبارة عن جرعات تخدير لكي يمضوا في مشروعهم بأسرع وقت ممكن حتى ان عائلتي لا تستطيع الدخول او الخروج من المنزل الا عن طريق منزل جيراني الملاصق لمنزلنا.
وكلما حاولنا التواصل مع المعنيين في الجمعية يتذرعون بان اجتماعات مقبلة لإدارة الجمعية ستعقد قريبا لاتخاذ قرار باعطائنا سكنا بديلا او تعويضا ماديا وطبعا التعويض المادي لا يشتري غرفة في الريف القريب حتى.
يضيف المواطن نشتمان محمد اليوم وبعد جهد وعمل متواصل حصلت على قرار بوقف التنفيذ في المشروع من قبل محافظة دمشق بعد ان عانيت كثيرا ،وكنت بدأت بشكوى في مديرية الشكاوى والتظلم في محافظة دمشق حيث قامت المحافظة بإرسال مهندس التحقيق وكتب تقريره والذي يفيد بوجود تشققات في جدران المنزل وأرض المنزل ووجود انهيارات خطيرة تعرض المنزل للانهيار في اي لحظة ولوحظ اسناد المنزل بعارضة حديد وتم تحويل الشكوى اي المعاملة كلها مع تقرير المهندس طبعا إلى مديرية الخدمات الفنية في كفرسوسة حيث ارسلوا معي كشافا ذهل عندما شاهد الموقع وقال بالحرف كيف تعيش داخل هذا المنزل المهدد بالانهيار، هذا خطر عليك وعلى كل الموجودين في المنزل الذين يصل عددهم الى 15 شخصاً حيث صور كل شيء على جواله الشخصي ونزل إلى غرفة المهندسين في المشروع وطلب منهم مخططا تنظيميا للعمل فجلبوا له مخططا عمرانيا من منطلق استغباء وتضييع وقت وطبعا حدث جدال مع مهندسي المشروع حتى جاء المتعهد ومهندس المشروع واعطوه المخطط التنظيمي .
بعد قليل تلقى المهندس الكشاف هاتفا جعله يرتبك ليقدم تقريره بعيدا عن حقيقة الموضوع تماما وفحواه ان العارضة الحديد التي تسند اثنين من الطوابق انغماسية والمنزل متين ولا غبار عليه ،وتم انهاء الموضوع ورقيا من عنده وتحولت المعاملة لدائرة خدمات دمر لتكتب تقريرها عن الحالة، وكتب مهندس البلدية تقريره بأن منزل المشتكي لا يعاني اي تشققات ولا انهدامات ولا شيء اطلاقا ويبعد عن الحفرة 15 مترا ولا تشكل اي خطر.
علماً بان مهندس البلدية لم يكشف على الموقع ولا المنزل وعندما قابلته بشكل شخصي وقلت له انت لم تأت للموقع ولم ترى شيئا وان تقريرك مخالف للواقع وانا سوف اشتكي للرقابة والتفتيش، عندها اخبرني انه سوف يساعدني اذا رجعت المعاملة اليه مرة اخرى وبقيت المعاملة تتقاذفها الخدمات الفنية وبلدية دمر الى ان رجعت إلى المحافظة كاملة مع تقرير مهندس البلدية والشكاوى والصور وتحولت المعاملة إلى التنظيم العمراني لان معاون مدير الشكاوى والتظلم في المحافظة لاحظ اختلافا لآراء في وصف الحالة بين ثلاثة جهات مهندس المحافظة ومهندس الخدمات ومهندس بلدية دمر فقام معاون المدير بتحويل المعاملة الى دائرة التخطيط والتنظيم العمراني في المحافظة التي ارسلت لجنة للتحقق من الوضع وكتبت تقريرها بضرورة وقف التنفيذ فوراً وتحويله الى مديرية دوائر الخدمات لوضعه في التنفيذ.
والمأمول بعد ان قامت محافظة دمشق بوقف تنفيذ المشروع ان لا تدع ذلك عرضة للتلاعب ليعاد العمل بالمشروع، لأن الأمر هنا متعلق بحياة 15 شخصا مهددين بحصول كارثة بانهيار المنزل الذي تسنده عارضة حديدية على ارتفاع يصل الى أكثر من عشرين مترا في حال اي حركة خاطئة والصور التي ترافق مقالتنا تحكي عن خطورة الموقف بصراحة مطلقة.
والواجب أن يتم بسرعة تدارك الموقف إما ببناء جدار استنادي بالسرعة القصوى او تأمين السكن البديل للشاغلين قبل أن يقع المحظور وينهار المنزل.