مدينة الياسمين!!

شكل اجتماع مجلس محافظة دمشق المنعقد مؤخراً فرصة لبعض أعضائه لاستعراض قدرتهم على النقد وتوجيه أصابع الاتهام فيما بينهم وتقاذف المسؤوليات أمام المحافظ الجديد للمدينة لتبرير حجم التقصير والتقاعس الكبيرين في واقع الخدمات الذي تشهده مدينة الياسمين ومعاناة سكانها اليومية من جراء سوء تلك الخدمات وصولاً لوجود أزمات حقيقية في بعض القطاعات.

فرد أوراق وملفات واقع العاصمة لم يكن بحاجة لكل ذلك الاستعراض المفهوم الغايات، لعدة أسباب لعل في مقدمها أن المحافظ ابن المدينة ولديه كما يفترض تصور واضح عن مشاكلها ودهاليز مكامن الفساد فيها والأهم أن من يعيش أو يقصد دمشق سيلمس بشكل مباشر تردي خدماتها وعدم متابعة المسؤولين عنها، بدءاً من أعضاء مجلس المحافظة ومكتبها التنفيذي وليس انتهاء برؤساء البلديات الذين يتحمل غالبيتها المسؤولية الأكبر عما تواجهه أحياء المدينة من صعوبات وتراخٍ في البت بمعالجتها ومن غيض فيض تلك التجاوزات والمخالفات تحضر مشاهد انتشار البسطات العشوائي في كراجات العباسيين وشارع الثورة والبرامكة وغيرها العديد من المواقع الحيوية فهي إلى جانب التلوث البصري الذي تسببه تعطي مؤشراً أن اتخاذ قرار إزالتها وثم عودتها بعد أيام بأن أصحابها دفعوا المعلوم في دوائر الخدمات لغض الطرف عنهم والطرقات المحفرة في أهم الأحياء وسط المدينة ووقوف المواطنين أوقاتاً طويلة للحصول على وسيلة نقل من جراء تفاقم أزمة النقل في المحافظة لأسباب أيضاً معروفة للجميع، ناهيك بالانتشار الواسع للمتسولين في مختلف الأحياء والمناطق وطبعاً يتصدر هنا بقوة ملف المخالفات لحجم الفساد الكبير الحاصل فيه وهو الذي دفع محافظ العاصمة الجديد لإطلاق تصريح توعد فيه المخالفين بعقوبات وإجراءات صارمة وعليه فإن أي مخالفة ستهدم ولو تم تلبيسها ذهباً، تصريح وصفه البعض بالجريء والبعض الآخر المشكك بالمتسرع لكون الملف كبيراً ويقف خلفه أصحاب نفوذ لن يتمكن أحد من اختراقهم وفك سلسلة الفساد المحكمة التي يشبكون فيها فيما بينهم.

خلاصة القول وبناء على كل ما تقدم يظهر بكل وضوح أن واقع مدينة الياسمين لا يسر أبداً ويحتاج لصاحب قرار قوي وأيادٍ مساعدة ومساندة لحل قائمة أزمات طويلة تعاني منها منذ سنوات.. حل نهائي لا “تسكيجي” وآخر ما تحتاجه المدينة وسكانها المزيد من الكلام والوعود التي تبقى من دون تنفيذ وترجمة فعلية على الأرض .

آخر الأخبار
حب أعمى وتقنيات رقمية.. خدعة قنبلة تُشعل درساً أمنياً إلغاء العمل بالبطاقة الذكية بطرطوس اليوم الحد من السلاح العشوائي لتعزيز الاستقرار في حلب وإدلب أزمة مياه مدينة الباب.. تحديات وتعاون مجتمعي د. رمضان لـ"الثورة": غياب العناية بالأسنان ينتهي بفقدانها تأمين الكهرباء إسعافياً للمناطق المتضررة في اللاذقية من الحرائق قريباً.. تأمين الكهرباء لريف حلب ضمن خطة شاملة لإعادة الإعمار تأهيل مدرسة عندان.. خطوة لإعادة الحياة التعليمية نحو احترافية تعيد الثقة للجمهور.. الإعلام السوري بين الواقع والتغيير خبير مصرفي لـ"الثورة": الاعتماد على مواردنا أفضل من الاستدانة بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. مفوضية اللاجئين تتوقع عودة نحو 200 ألف سوري من الأردن بحلول نهاية 2025 السيف الدمشقي.. من فولاذ المعركة إلى برمجيات المعرفة إعادة دمج سوريا بمحيطها العربي مؤشر على تشكيل تحالفات جيوسياسية واعدة عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين