الثورة _ فؤاد مسعد:
شارك شعراء من عدة دول عربية في الجلسة الثانية لمهرجان الشعر العربي المقام ضمن إطار اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي تُعقد فعالياته ضمن مكتبة الأسد تحت شعار (أدباء من أجل العروبة) ، الشعراء الذين صعدوا إلى المنبر كانوا من سورية وسلطنة عمان ومصر والجزائر وموريتانيا والأردن ومصر ، فشكلوا فيما أبدعوا من جميل الكلام فصاحةً وبلاغةً حديقة غنّاء تعج بما للشعر من سحر وألق ، لكل زهرة فيها أريجها وشذاها الذي تنثره روعة وابداعاً على مسامع الحضور الذين حلّقوا مع شعراء سكبوا من سلاف الشعر ما يصل إلى القلب دون استئذان .
أجمع المشاركون عبر مضامين أشعارهم على الروح الوطنية والانتماء والهوية متغنين بمكانة الشام في قلب كل عربي ، مقدمين نصوصاً وطنية نابعة من عمق الروح تجسد كلماتها معاني غاية في الأهمية والنبل والسمو ، إضافة إلى نصوص جاءت أقرب إلى الذاتي والوجداني ، وتنوعت النصوص الإبداعية المقدمة بين العمودي التقليدي والتفعيلة والنثر ، وقد أدار الجلسة بدماثته وعمق معرفته وألق كلامه الشاعر د.جهاد بكفلوني مشدداً عبر تقديمه للشعراء على الترحيب بهم في بيتهم وبين عائلتهم الإبداعية في سورية .
الانطلاقة كانت مع الشاعر السوري ابراهيم عباس ياسين الذي قدم ثلاث قصائد (الحرب مرت من هنا ، العنقاء ، في قبضة الطين) غلب عليها الجانب الوطني وما حملته الحرب التي شنت على سورية من أوزار وألم مؤكداً أنهم مهما قتلوا إلا أنهم لم ولن يستطيعوا قتل الحياة فينا ، أما الشاعر العُماني أشرف بن حمد العاصمي فوجه عبر كلماته تحية إلى الشام كما قدم قصيدة عن قصر الحمراء وغرناطة مستذكراً الأجداد والتاريخ المجيد كما ألقى مقطعاً حمل في صورته شفافية عالية.
فيما ألقى الشاعر السوري جهاد الأحمدية بطاقتين تطرق في الأولى إلى الجمال ومعركة الهوى وجاءت الثانية بعنوان (مفاجأة) وألقى قصيدة بعنوان (مونولوج شطرنجي) ، في حين أكدت الشاعرة السورية سعاد محمد على أهمية الشام وموقعها في القلوب فهي الدواء واسمها مبعث إشراق ونور ، كما ألقت قصيدة بعنوان (تذكرة إلى القمر) .
الشاعرة الجزائرية فاتحة معمري تحدثت بدفء كبير عن العلاقة بين سورية والجزائر وألقت قصيدة حملت معاني وطنية سامية مشيرة إلى أن الوطن يعيش في داخل كل منا ، أما الشاعر الموريتاني القاضي ولد محمد عينين فأشار إلى أن زيارته إلى الشام كانت أمنية وتحققت وألقى نصاً بعنوان (القافي) إضافة إلى مقطوعة صغيرة من أربعة أبيات ندد فيها بالحفريات التي يقوم بها الصهاينة تحت المسجد الأقصى ، في حين ألقى الشاعر السوري قحطان بيرقدار ثلاث قصائد تحدث في الأولى عن الشام وأكد في الثانية أن الجولان باب القدس أما القصيدة الثالثة فجاءت مختلفة غاص فيها إلى عوالم المرأة والحب (أحبكن جميعاً .. هذه حالي) ، وقدمت الشاعرة السورية مروة حلاوة نصين (ما تبقى من أثر الياسمين ، زلفى إلى النفس) ، في حين ألقى الشاعر الأردني محمد خضير قصيدتين (دمشق أول الأسماء) والتي أعرب فيها عن مقدار الشوق والحنين إلى دمشق الفيحاء معرجاً على أبوابها التاريخية وواصفاً أسواقها ، أما قصيدته الثانية فحملت عنوان (التناقضات) . كما ألقى الشاعر السوري محمد علي خضور نصاً تحدث فيه عن الموت والحياة والإنسان وقدم مقطعين قصيرين بعنوان (تجليات جسد) ، أما الشاعر المصري مصطفى مقلد فألقى قصيدة بالعامية المصرية (النص الأخير) ، وتبعه كل من الشاعرة اللبنانية وداد الأيوبي والشاعر المصري محمد حسن .
تصوير : زياد فلاح