الثورة – فؤاد مسعد:
بكثير من الدفء والحميمية كان اللقاء، هو لقاء عربي ثقافي وأدبي إبداعي جمع أدباء وشعراء من مختلف الدول العربية في البيت العربي الكبير دمشق عاصمة الياسمين، هكذا وصف العديد من الشعراء والأدباء مشاركتهم في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي تُعقد فعالياته في مكتبة الأسد، حول كيف كان اللقاء وكيف جاء التفاعل ضمن الفعاليات المتعددة كانت لنا هذه الوقفات مع عدد من الشعراء المشاركين فيه:
الشاعر السوري د.جهاد بكفلوني الذي أدار الجلسة الثانية من مهرجان الشعر العربي، قال: (الأصوات الشعرية التي غردت فوق أغصان الشام حملت رسائل حب من أشقائنا العرب ولمسنا في كل صوت جميل وتراً يعزف على نياط القلب، كلمة حب أصبحت عصفوراً يحلق في السماء ليقول لدمشق أن مكانتك لن تتغير في قلوب أبناء العرب لأنك كنت وما زلت قلب العروبة النابض وما دام هذا القلب ينبض بالحياة فأمتنا العربية بألف خير) وحول ما قدمه الشعراء العرب من نصوص إبداعية، قال: سمعنا أصواتاً متباينة من حيث الإبداع ولكنها شكلت جميعها أوراداً انضفرت في إكليل طوّق جيد الشام وقال لها سلمتِ وطناً اخترع الأبجدية الأولى في التاريخ واليوم يخترع أبجدية الانتصار.
اعتبرت الشاعرة الجزائرية فاتحة معمري أن إقامة هذه الفعالية تحدٍ كبير وانتصار لأن سورية استطاعت في هذه الظروف الصعبة جمع كل هذا العدد الهائل من الشعراء والأدباء للدفاع عن الهوية العربية. أما الشاعر السوري جهاد الأحمدية فأشار إلى أن أهمية هذه الفعالية تكمن أن لها عدة أوجه، يقول: (الوجه الأولى أن دمشق استضافت هذا الاجتماع العربي وهي بادرة أمل جميلة، والوجه الثاني إبراز شخصية الشعر ووحدته في الوطن العربي فالشعر الفصيح لغة جامعة يستطيع أن يفهمه العرب كلهم ، المغاربي والجزائري والسوري والموريتاني والسوداني..).
الشاعر والروائي الأردني محمد خضير قال: (هذا التجمع كان أنيقاً وامتلك مفاتيح عدة من أجل عودة دمشق إلى حاضنة الشارع العربي وإلى قواعدها التي نحب دائماً، فكانت الفعالية موفقة بعدد الحضور المتنوع من عدة دول عربية وبالمشاركات التي حملت مفاتيح الحب والسلام والمقاومة، ونحن كشعب عربي نأمل دائماً أن نكون شعباً مقاوماً من أجل فلسطين وسورية وأي بلد
يتعرض لهذا الخراب)، في حين أكد الشاعر الموريتاني القاضي ولد محمد عينين أهمية إقامة هذه الفعالية في دمشق، يقول: هي هامة لأنها تشكل احتكاكاً بين أصحاب الكلمة وأصحاب الرأي من أدباء وكتاب فهم يشكلون الذاكرة الجمعية والوعي الجماعي للشعوب، وكونهم يلتقون اليوم في مكان واحد يتبادلون الآراء ويلقون الشعر ويستمع كل منهم إلى إبداع الآخر فهذا له أهمية كبيرة، وهم موحدون تجاه الشعوب العربية في كل مكان فيدعمونها في الأزمات والمؤامرات التي تحاك ضدها، وهذا الدعم ضروري لتشعر هذه الشعوب أن الأدباء والكتاب وأصحاب الرأي يقفون معها، ووجودنا اليوم في سورية يشكل جزءاً من هذا الدور.