في لعبة الأطماع الأميركية والتركية بالأراضي السورية، تختلط اوراق وتُحرق أُخرى تُنحى أدوات إرهابية وتعوم أُخرى، وتسوق ادعاءات حفظ أمن تركي مزعوم ودحر دواعش واشنطن ، وتبقى الغايات الاستعمارية ذاتها تكشفها الممارسات العدوانية ، فلا تجدي فيها نفعاً أساليب المخاتلة ودس السموم بشعارات حلول كاملة الدسم العدائي منزوعة المصداقية.
ففي متوالية الأحداث الجارية يهرب بايدن من أزمات داخلية ورداءة أدائه السياسي والاقتصادي يلاحقه شبح الانتخابات النصفية ليجلس فوق فوهة بركان منطقتنا ، بعد أن أدخل بلاده والقارة العجوز في متاهات الحرب الأوكرانية وارتداداتها العكسية تضخماً وشحاً بموارد الطاقة وانعكاساتها غلياناً لمرجل السخط الداخلي على تهوره وإخفاقاته بإدارة الأزمات.
أما أردوغان الغارق في وحل أوهام التمدد التوسعي يحاول القفز على سطح المتغيرات الإقليمية والدولية ليحجز له مكاناً على طاولات رسم جغرافيا سياسية لمستقبل المنطقة ، فتارة يختبئ خلف الاتفاقات ومرة يناور بأعمال عدوانية كلما أطبق طوق تدني أسهمه الانتخابية على عنق حماقاته، لوح بعدوان عسكري على الجزيرة لذر غبار التعمية وحرف أنظار الداخل التركي عن فداحة حماقاته وعقم سياساته.
يتغافل الأميركي والتركي في جلبة إخفاقاتهما وتعثرهما في الحقول الشائكة إقليمياً ودولياً، إن أوراق تصعيدهما على الخريطة السورية محروقة ، وإن ورقة الحق السوري بدحر الإرهاب ومشغليه ونسف المشاريع الاستعمارية هي الأقوى سياسياً وعسكرياً، وأن طرق العربدة العدوانية والبلطجة الاحتلالية في الجزيرة محفوف بمخاطر لا طاقة لهما بدفع أثمانها الباهظة ولا حتى تحمل تداعياتها.
بعيداً عن استطالات أوهام أنقرة ومناورات واشنطن بالقفز فوق ركام المستجدات الدولية واللعب العبثي بين شوطي تحرير، ستفرض الدولة السورية بالشمال والبادية والجزيرة سيادتها وتصوغ معادلتها الوطنية بهمة جيشها البطل الذي يمتلك جهوزية عالية للتصدي و الردع لأي غزو تركي للمنطقة الشرقية وبعزيمة المقاومة الشعبية التي توجع المحتل الأميركي في قواعد إرهابه.
فالسوريون لم يستكينوا يوماً عن مواجهة المحتلين والمعتدين ودحر الإرهاب ومشغليه ،وإلا فما حرروا القسم الأكبر من جغرافيتهم ونسفوا مخططات قوى العدوان وسيستكملون عقد الإنجاز بتحرير كامل ترابهم الوطني.