الثورة _ تحقيق – فادية مجد :
أربعة عشر عاماً ومشفى سبة الوطني (خزنه) في ريف صافيتا البعيد والذي استلمته مديرية صحة طرطوس منذ عام ٢٠٠٨ من أحد المتبرعين مازال أمر تسليمه وتشغيله أسير الانتظار والمماطلة المقصودة.
هذا المشفى الذي كان من المقرر أن يتم وضعه في الخدمة خلال سنوات قليلة من تسليمه؛ نظراً للحاجة الماسة له في منطقة واسعة تفتقر لمشفى عام، لكن رغم المطالبات العديدة والمناشدات من قبل أهالي منطقة سبة والمناطق المجاورة لها والكتابات الصحفية الكثيرة عنه والوعود والتبريرات غير المنطقية، لم تدفع باتجاه وضع المشفى في الخدمة حتى الآن؟!
*معاناة ..
أغلب الأهالي الذين تواصلنا معهم عبّروا عن معاناتهم نتيجة تكبدهم مشقة الذهاب إلى طرطوس للعلاج، واستيائهم الشديد للمماطلة والتأخير الكبير والمقصود لتشغيل المشفى، ولفتوا إلى أنه من حقهم أن يكون لديهم مشفى يقدم الخدمات الإسعافية والعلاجية والعمليات، ويوفر عليهم أجور المعاينات الطبية التي فاقت الخيال في العيادات الخاصة.
وأكدوا أن افتتاح المشفى مهم جداً بالنسبة لأبناء المنطقة، ولكل مواطن ليس في قطاع ناحية سبة ومنطقة صافيتا فقط، بل لكل مواطن في القطر، لأنه مشفى عام وفي حال تشغيله سوف يخدم قطاعاً جغرافياً كبيراً، فمن الجنوب يخدم القرى التابعة لمنطقة تلكلخ وشرقاً حتى مدينة مصياف، وشمالاً قرى الشيخ بدر والدريكيش، وغرباً مدينة صافيتا وما يجاورها، علماً أنه لا يوجد في قطاع مدينة صافيتا، و هي ثاني أكبر منطقة من مناطق محافظة طرطوس، مشفى وطنياً غير هذا المشفى الذي طال انتظارنا لتشغيله في ظل المعاناة من غلاء الأدوية والفحوص الطبية والتحاليل في المخابر الخاصة، وأجور نقل المرضى وإسعافهم والتي تفوق قدرتنا المادية، وكل ذلك في ظل ضائقة اقتصادية غير مسبوقة.
*الأجهزة موجودة منذ 2014. !!!
المواطنون اكدوا ” للثورة ” أن الأجهزة الطبية التي سلمتها مديرية صحة طرطوس للمشفى موجودة فيه منذ عام ٢٠١٤، والمشفى لا ينقصه شيء، وطاقمه من الممرضين جاهز ومعظمه مفرز إليه أصولاً، وناحية المشتى ومنطقة صافيتا فيها العديد من الأطباء ومن كافة الاختصاصات للعمل في المشفى.
*بين الأمس و اليوم ..
مدير صحة طرطوس الدكتور “أحمد عمّار” والذي تواصلنا معه منذ سنة تقريبا أكد إن المشفى في المرحلة النهائية للانجاز من قبل الشركة المنفذة، وننتظر حالياً تركيب التجهيزات الطبية الموجودة من عقد شركة ( انزو ) ووكيلها المحلي، وتجاوز عقبات فترة التخزين.
واليوم الدكتور “عمار ” ذكر لنا عند تواصلنا معه بأن هناك اجتماعات أسبوعية من أجل العمل على افتتاح المشفى خلال الأشهر القريبة ، مشيرا إلى أن الأجهزة الطبية الموجودة في مستودع المشفى منذ عام ٢٠١٤ بحاجة للتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها ، والأمر متروك مركزياً من أجل إنجاز ذلك الأمر مع وكلاء الأجهزة ، مضيفاً إلى أنه ليس من السهولة تأمين الكادر الطبي ، فمثلا قسم التخدير أليس بحاجة لأطباء مخدرين ؟ وأنت تعلمين النقص الحاصل في عددهم ، إضافة لتأمين أطباء من تلك المنطقة ليعملوا به .
*وأخيراً..
تأخير وتسويف ومماطلة مقصودة وإجابات غير منطقية، هذا واقع الحال في مشفى سبة الوطني وكله يصب في مصلحة القطاع الصحي الخاص من مراكز وأطباء ومخابر، والذي يدفع الثمن هم المواطنون أصحاب الدخل المحدود.
وفي النهاية ليس لنا إلا أن نضع قضية مشفى سبة الوطني ومعاناة مواطنينا واستغاثاتهم لتشغيل المشفى برسم السيد وزير الصحة الدكتور فهل يتحقق حلم الأهالي ويوضع المشفى بالخدمة قريباً أم يسعون لدخولهم موسوعة غينس كأطول مدة زمنية ؟!!!