مصانع للاختلاف!

تحافظ كبرى المواقع الإعلامية الرياضية في العالم على مهنية عالية واحترافية مشهود لها في تعاطيها مع الجمهور، لأن من يقومون على هذه المواقع لديهم خبرة ناتجة عن دراسات في فهم الطبيعة المأزومة لمتابعيهم، وهذا التوصيف ليس تجنياً على متابع الخبر الرياضي أو التحليل أو التعليق، فالإعلام الرياضي إعلام أزمة مؤقتة بكل معنى الكلمة وسيبقى كذلك.

عندما تتعامل مع الجمهور الرياضي فأنت تتعامل مع جمهور سواده الأعظم من اليافعين والمراهقين والشباب، وهؤلاء هم الأكثر ميلاً للطيش والتعصب والأكثر افتقاراً للحكمة مقابل الحماسة والتهور، ويحتاج التعامل مع هذا الجمهور إلى دراية وخبرة وتحكم دقيق جداً في المنتج الإعلامي، وهذا ما تمتلكه الوسائل الإعلامية ذات الخبرة، وعلى رأسها بعض الوسائل الاعلامية الحكومية التي تضم كوادر من الصحفيين المدربين على فهم الخبر ومدى تأثيره وفهم الإشاعة والقدرة على نبذها واستبعادها.

لكن للأسف لاتفهم الكثير من مواقع الإعلام الخاصة هذه المعايير لأنها ليست مملوكة لكل الجمهور على اختلاف أهوائه، بل لفئة منه، فيكون صنع الاختلاف هو سمتها ومهمتها الرئيسية، وتأتي مواقع التواصل الاجتماعي على رأس هذا الإعلام الخاص، وبدلاً من تعزيز روح الجماعة وتغليب المنطق والقانون، تتحول هذه الوسائل والمنصات إلى مصانع لبث الاختلاف والفرقة والفتنة بكل أشكالها.

لماذا ؟ لأن جمهورها من اليافعين جاهز للاستنفار ويستفزه أي خبر غير موضوعي قائم على آراء شخصية، ويمكن لصاحب المنصة أن يفتح حرباً من خلال التعليقات غير مدرك لأبعاد إعلام الأزمة المؤقتة، فضربة جزاء غير عادلة أزمة، وهدف بداعي التسلل أزمة، وطرد لاعب أزمة، وهنا يقف الإعلام المتمرس على مسافة واحدة ويعالج الغضب بالهدوء، لكن النار تستعر في مصانع الاختلاف الخاصة وعلى رأسها وسائل التواصل الاجتماعي التي ربما يقصدها نجوم كرة القدم الذين فقدوا السيطرة ووجدوا في التعصب والكراهية ملاذاً لهم.

نحن لاندعو هنا إلى جعل الخبر الرياضي خبراً تقليدياً بقوالب ثابتة، فكرة القدم تحديداً إذا خلت من جدالاتها ومناقشاتها غير المؤذية تفقد حرارتها وحماستها، لكننا ندعو إلى ضبط الاعلام الرياضي رقمياً، وضبط تفاعلات منصات التواصل الاجتماعي التي تحرص على العنف والتعصب والإساءة الشخصية وبث الاختلاف والفرقة من خلال تطبيقات تزيد من فعالية قانون الجريمة الالكترونية وتقويه، كل مانريده ألا تكون هناك مصانع للاختلاف بيننا لا على (فيسبوك) ولا على (تويتر) ولا على أي منصة أخرى.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة