الثورة – رفيق الكفيري:
يعتبر يوم الأول من آب عام 1946 هو التاريخ الرسمي لتأسيس الجيش العربي السوري، وهو موعد استلام الحكومتين السورية واللبنانية للقوات المسلحة وكل ما يتعلق بإدارتها من سلطات الاحتلال الفرنسي، وطن… شرف… إخلاص… هذه هي عقيدة جيشنا الباسل فمن أجل الوطن تقدم التضحيات، ودفاعاً عن الشرف ترخص الدماء وإخلاصاً لسورية العروبة جيشنا العقائدي الباسل يؤدّي واجبه الوطني، كما كان دائماً، متسلّحاً بشرفه العسكري، يقف إلى جانب الشعب الأبي ويحميه من الإرهاب والإرهابيين، ويشكّل السياج الحصين للوطن.
ولقد ترجم جيشنا الباسل القيم إلى واقع منذ الاستقلال وجسد العروبة بأسمى معانيها ففي حرب الإنقاذ عام 1948 سطر ملاحم بطولية ضد الصهاينة في فلسطين المحتلة، وفي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كان في مقدمة المدافعين عن العرب والعروبة، وفي تشرين التحرير عام 1973 أعطى للعالم أجمع دروساً في التضحية والفداء ولقن العدو الصهيوني درساً لن ينساه، وفي لبنان دافع جيشنا عن عروبة هذا البلد وشعبه ومنع التقسيم فيه.
عندما نقلب صفحات التاريخ ونستنهض ذاكرته نرى ملاحم البطولة والتضحية والفداء التي سطرها ويسطرها جيشنا الباسل من أجل الوطن وعزته وكرامته والحفاظ على سيادته واستقلاله، في الأول من آب من كل عام نحتفل ونحتفي بالعيد السنوي لجيشنا البطل الذي هو اليوم أشد بأساً وعزيمة وأصلب عوداً وأكثر قوة وأقوى شكيمة، والعين الساهرة في البر والبحر والجو والأيادي المشدودة على الزناد التي لا تنام لردع من يريد بنا شراً من قوى البغي والشر والعدوان ومرتزقتهم من المجموعات الإرهابية المسلحة وكل من يدور في فلكهم.
وعند الحديث عن الجيش العقائدي نرى جيشنا العربي السوري في مقدمة الجيوش العقائدية حيث يحمل إضافة إلى عقيدته العسكرية، عقيدة مرتبطة بنظرية ثورية تحكم أهدافه واستراتيجيته، فهو جزء من بنية الأمة ومشروعها الوطني، فالفكر القومي هو عقيدة الجيش العربي السوري، ولم تكن مهمة جيشنا العقائدي القتال فقط ومجابهة العدوان والاستعمار والإرهاب فقط، بل شكل عاملاً مهماً في النهضة الداخلية للوطن ومساهماً فعالاً في عمليات البناء الكبرى، تتلعثم المفردات وتنحني الكلمات وتخجل جميع اللغات ويضمحل خيال المبدعين عندما يراد بها وصفكم ومديحكم يا رجال وبواسل جيشنا العربي السوري الميامين، كيف لا وأمام صمودكم وبطولاتكم وتضحياتكم تحطمت مؤامرات الأعداء وانكسرت إرادة المخربين والعابثين بأمن الوطن وداعميهم ومموليهم من قوى الشر والبغي والعدوان،
فسهول الوطن وجباله وأنهاره ووديانه وسنابل القمح وأشجار السنديان والزيتون وحقول الكرمة وكل بقعة من بقاع الوطن تروي حكايات وملاحم البطولة والفداء التي تسطرونها كل يوم من أجل الحفاظ على وحدة وسيادة وكرامة واستقلال الوطن.
بواسل جيشنا الميامين في عيدكم السادس والسبعين أقل ما يمكن أن يقال فيكم يا من أقسمتم أن تكونوا نسوراً في السماء وأسوداً على الأرض كل عام وأنتم على قمم المجد تتربعون وفي القلوب والذاكرة تسكنون، وبأي لغة نستطيع تكريمكم… وأي قاموس يستوعب تعريفكم… وهل يكفي القول بأنكم رجال الله على الأرض، وأنكم الإعجاز في الإنجاز، ويا من حرصتم على صيانة استقلال سورية وترابها والدفاع عنها وتقديم أغلى ما تملكون من أجل عزتها وشموخها، في عيدكم أيها الأباة حماة الديار عليكم سلام، فيا مصدر عزتنا وفخارنا كل عام وأنتم بخير والمجد لكم وللوطن وقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.