الثــــورة:
يحل اليوم العالمي لسرطان الرئة 2022 مطلع شهر آب، وهذا المرض قاتل صامت يتصدر قائمة الأكثر انتشارا عالميا، فكيف تقي نفسك من الإصابة؟
يعد سرطان الرئة أحد الأسباب الرئيسية للوفيات في جميع أنحاء العالم، فمن بين جميع الأورام يعتبر هذا السرطان أخطرها لأنه يسبب معظم الوفيات.
ورغم أن سرطان الرئة من بين أكثر الأنواع انتشارا عالميا، فإنه يعد قاتلًا صامتًا حيث نادرًا ما توجد أي أعراض تكشف عن المرض في مراحله المبكرة.
يحل اليوم العالمي لسرطان الرئة سنويا 1 آب، ويحمل موضوع هذا العام عنوان “سد فجوة الرعاية”، بهدف القضاء على جميع الفوارق والاختلافات فيما يتعلق برعاية مرضى السرطان في جميع أنحاء العالم.
سرطان الرئة ظل مرضًا نادرًا جدًا لفترة طويلة، إذ تشير التقارير إلى أن 1-2% فقط من السكان أصيبوا به حتى منتصف القرن العشرين.
لكن في الجزء الأخير من القرن العشرين، تحديدًا بعد الحرب العالمية الثانية، شهد هذا المرض ارتفاعًا كبيرًا وبحلول التسعينيات فقط أصبح أحد الأسباب الرئيسية للوفيات في العالم.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه في عام 2020 وحده تم تسجيل 10 ملايين حالة وفاة بسبب السرطان، معظمها بسبب سرطان الرئة فقط، بمعدل 1 من كل 6 وفيات في جميع أنحاء العالم.
أي كان هناك نحو 1.8 مليون حالة وفاة ناجمة عن سرطان الرئة في عام 2020، وهو الأكثر بين أي نوع من أنواع السرطان.
معدل البقاء على قيد الحياة في سرطان الرئة هو الأقل أيضًا، لذا بمجرد الإصابة هناك فرص كبيرة للوفاة.
ووفقا للإحصائيات، فإنه خلال السنوات الخمس الأولى من الإصابة بسرطان الرئة يكون معدل البقاء على قيد الحياة 22% فقط، وبالتالي فإن أفضل طريقة للإنقاذ منه هي لتجنب ذلك بأي ثمن في المقام الأول فقط.
حيث سرطان الرئة (ذو الخلايا الصغيرة وغير الصغيرة) هو ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا .
ويعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في العالم، ويشكل ما يقرب من 25% من جميع وفيات السرطان.
يحدث سرطان الرئة بشكل رئيسي عند كبار السن، ومعظم الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكبر.
فرصة إصابة الرجل بسرطان الرئة في حياته هي 1 من كل 15، وبالنسبة للمرأة يكون الخطر 1 من 17.
يحدث سرطان الرئة عندما تصبح الخلايا في الرئة غير طبيعية وتتكاثر، وبسبب الحجم الكبير للرئتين يمكن أن تنمو الأورام السرطانية وغالبًا لا يتم اكتشافها لسنوات عديدة.
ينتج سرطان الرئة بشكل أساسي عن:
– التدخين
– استنشاق الغازات السامة خاصة غاز الرادون
– التعرض للمواد الكيميائية مثل الأسبستوس
– التعرض للتدخين السلبي
– النظام الغذائي السيئ
– نمط الحياة غير الصحي
– التلوث
تشمل أبرز أعراض سرطان الرئة:
– التعب
– السعال المستمر
– صعوبة أو ضيق في التنفس
– ألم في الصدر والمناطق المحيطة به
– سعال مصحوب ببلغم
– سعال الدم
– فقدان الوزن غير المتوقع
– آلام العظام
هناك العديد من التغييرات التي يمكن للشخص إجراؤها في نمط الحياة تضمن تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة، وفي أحيان كثيرة الوقاية من هذا المرض المميت.
1- الإقلاع عن التدخين
على الرغم من عدم وجود طريقة مؤكدة لتجنب هذا السرطان، فإن الإقلاع عن التدخين هو الخطوة الأولى نحو تقليل مخاطر الإصابة بهذا المرض الفتاك.
وضح الدكتور إيشو جوبتا، استشاري الأورام الطبية، قوله: “أهم خطوة يجب اتخاذها هي الابتعاد عن دخان السجائر، حيث يمكن أن يقلل الإقلاع عن التدخين من خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 30 إلى 50% خلال السنوات العشر القادمة”.
2- لا تكن مدخنا سلبيا
التدخين السلبي له نفس الخطورة إن لم يكن أكثر، إذ إن الوجود حول مدخن شره يمكن أن يؤدي أيضًا إلى هذا المرض، وفقا للطبيب.
وقال جوبتا: “في حالة عدم تدخينك ولكنك تعرضت لدخان السجائر، فأنت أيضًا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة، ويشار إلى هذا باسم التدخين غير المباشر. لذلك ليس من المهم فقط عدم التدخين ولكن أيضًا بنفس القدر من الأهمية الابتعاد عن الأشخاص الذين يدخنون من حولك”.
3- عدم التعرض للملوثات الخطرة
عامل مهم آخر يجب مراعاته هو عدم التعرض لملوثات خطرة أخرى، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.
قال جوبتا: “على سبيل المثال، يجب التقليل من التعرض للأسبستوس والرادون والسيليكا”.
تحدث الدكتور آرون شاندراسيخاران، استشاري الأورام الطبية، عن الآثار الضارة لاستنشاق غاز الرادون موضحا أنه يوجد بشكل شائع داخل المنازل والمدارس وأماكن العمل.
وقال: “بعد دخول المباني من خلال الشقوق والثقوب الأخرى في الأساس، يصبح غاز الرادون محاصرًا في الداخل، حيث يزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة بمرور الوقت عند استنشاق هذا الغاز”.
4- روتين حياة صحي
يمكن أن تقلل ممارسة الرياضة اليومية واليوجا واتباع نظام غذائي صحي من خطر الإصابة بسرطان الرئة، لأنها تساعد في تحسين وظائف الرئة وتقليل الالتهاب والإجهاد.
يقول شاندراسيخاران: “تساعد التمارين المنتظمة في تحسين وظائف الرئة وتقليل الالتهاب وتحسين صحتك العامة. وبالمثل ، فإن اتباع نظام غذائي صحي متوازن مهم للوقاية من الأمراض المزمنة”.
أيضا تضمين الكثير من الفواكه والخضروات في نظامك الغذائي قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الرئة، حيث ثبت أنها تساعد في الوقاية من هذا السرطان لدى كل من المدخنين وغير المدخنين.
وأضاف جوبتا: “جزء مهم آخر للوقاية من سرطان الرئة هو اكتشافه مبكرًا. مع سنوات من البحث يوصى بأن يخضع الأشخاص المدخنون المزمنون لجرعة منخفضة من التصوير المقطعي المحوسب للصدر للكشف عن سرطان الرئة”.
وتابع: “الإشعاع المنبعث من هذا هو الحد الأدنى والآمن لجسمك، ويستغرق 5-10 دقائق وغير مؤلم، ويمكن أن يساعد في التعرف على سرطان الرئة في مرحلة مبكرة وبالتالي زيادة فرصة نجاح العلاج”.