مؤسسة الإسكان العسكرية.. قدرات ومواقف مشرفة في السلم والحرب… مدير فرع التوجيه السياسي والإعلام لـ”الثورة”: مستعدون لمرحلة إعادة الاعمار واستثمار عامل الزمن
الثورة – لقاء غصون سليمان:
في رحاب الوطن الأوسع يطوف بك النظر حيث الإعجاز والإنجاز لمؤسسة عريقة نقشت في كل بصماتها وأعمالها الإبداعية علامات الجودة والإتقان، فبتنا نراها في كل بيت ومعلم وحي نتمتع بمنتجاتها على جميع المستويات الوطنية من المنزل إلى المؤسسة.
وإذا ما تفاخر يوماً أحد زعماء الصين بقوله: “لا يوجد بلد في العالم إلا وفيه منتج صيني”، فنحن السوريون نفتخر أنه لا يوجد محافظة أو منطقة أو قرية وحي إلا وفيها معلم من إنجازات هذه المؤسسة.
إنها وبكل فخر مؤسسة الإسكان العسكرية.. المؤسسة الرائدة والمعروفة في كل مكان من جغرافية الجمهورية العربية السورية، فكيف جسدت هذه المؤسسة صاحبة الشعار الذي نردده بكل ثقله المعنوي والمادي “الجيش للحرب والإعمار”.
في تفاصيل الحدث الوطني واحتفاء بالذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري البطل نتوقف عند هذه المؤسسة التي تعد من أكبر المؤسسات الإنشائية والاقتصادية في سورية من كافة النواحي.
ففي لقاء لصحيفة الثورة مع محمد علي سليمان مدير فرع التوجيه السياسي والإعلام بمؤسسة الإسكان العسكرية كان للحديث طعم الثقة بالنصر، والقدرة على تجاوز المستحيل كيفما بدأ وظهر، حيث بين أن الانتشار الجغرافي لفروع المؤسسة في المحافظات كافة، حقق قفزة نوعية على صعيد البنى والمنشآت، إذ يوجد في كل محافظة فرع إنشائي، وبعضها يوجد فروع صناعية يمكن أن تغطي أكثر من محافظة، وبالتالي فإن مشاريعها منتشرة في المحافظات والمناطق والنواحي وأغلب القرى.
وأشار سليمان أنه لا توجد بقعة على امتداد الجغرافية الوطنية إلا وفيها مدرسة أو مبنى حكومي، مستوصف، أو سد مائي، طريق أو ضاحية سكنية من إنشاء مؤسسة الإسكان العسكرية.
ولأن هذه المؤسسة بهذا الحجم والثقل، تساعد جيشنا في كل ما يطلب منها، فإلى جانب تشييد الأبنية والضواحي والمؤسسات الحكومية كانت تدعم وتلبي مستلزمات جيشنا المقدام بالسرعة القصوى وفي جميع المحافظات، وهذا ما جعلها عرضة لاستهداف المجموعات الإرهابية المسلحة لفروعها ومنشآتها عبر التخريب والتدمير الممنهج، لأن إضعافها بنظر هؤلاء الحاقدين هو إضعاف للدولة والمؤسسة العسكرية.
وأوضح مدير فرع التوجيه السياسي والإعلام أن المؤسسة لم تستكن ولم تستسلم يوماً، وكانت دائماً تستجمع قواها وتنطلق من جديد لترميم ما تم تخريبه في المناطق التي كان يسيطر عليها الإرهابيون، ومجرد دخولهم لأي فرع أو مكان أول ما يلجؤون إليه هو تهديم المباني وحرق الأثاث وسرقة السيارات، وبالمقابل ما إن يستعيد الجيش أي منطقة ويحررها من شر هؤلاء حتى يقوم بعمليات الترميم والإصلاح كما ذكر آنفاً وينطلقون بالعمل من جديد، حيث لم ينقطع عمالها عن العمل والبالغ عددهم ١٤ ألف عامل، مؤكدين ولاءهم لسورية وللسيد الرئيس بشار الأسد.
كما نوه سليمان بأن توجيهات المدير العام للمؤسسة هو الاستعداد الدائم لمرحلة إعادة الإعمار، واستثمار عامل الزمن، وعدم هدر الوقت، وتنفيذ المشاريع والعقود في مواعيدها وإجراء الصيانة الدائمة للآلات والآليات واستثمارها بالشكل الأمثل بما يحقق الريعية والربح في المؤسسة.
وذكر سليمان أنه وإيماناً من الإدارة بأهمية العامل ودوره الأساسي في العملية الإنتاجية، وتجسيداً لقول السيد الرئيس بشار الأسد:” لابد من تطوير القطاع العام وإصلاحه وتحويل العامل من مجرد موظف إلى شريك في العمل”، فهذا ما توليه الإدارة في هذا الجانب، إضافة إلى اهتمامها الكبير بالعاملين بالمؤسسة وتقديم الرعاية الصحية لهم ولأسرهم، مع تطوير نظام الحوافز عبر لجان مختصة، وكذلك منح المكافآت وإقامة الدورات المطلوبة لتطوير مهارات العاملين وخبراتهم ليكونوا أكثر عطاء وإنتاجاً.
٢٣ فرعاً متخصصاً ومتكاملاً
وفيما يتعلق بفرع التوجيه السياسي والإعلام، ذكر سليمان أن المؤسسة تتألف من ٢٣ فرعاً و٧ مديريات. ويتمثل التقسيم الإداري بوجود فروع إنشائية، صناعية، تخصصية، وفروع خدمية، أي العمل يتكامل مع جميع الفروع وعلى مستوى جميع المحافظات بمهمة كل فرع إنشائي هو إنشاء الأبنية السكنية والضواحي والمباني الحكومية، فيما الفروع الصناعية تخدم الإنشائي بما يحتاجه من موبيليا معدنية وخشبية، ومعامل دهانات وكهرباء وغيرها، وهناك فروع تخصصية حسب نوع ونشاط كل عمل.
ومن خصوصية فرع التوجيه السياسي أشار إلى أنه يمتلك مطبعة تخدم حاجة المؤسسة من المطبوعات كاملة ولجميع الفروع، لافتاً إلى أن هذه المطبعة تعد من المطابع الأربع الهامة على مستوى سورية، التي أسست اللجنة الدائمة للطباعة وكانت تمتلك أحدث التقنيات والآلات حينها، ولكن في الآونة الأخيرة لم تستطع المؤسسة تحديث بعض آلاتها، بسبب آثار الحرب العدوانية والحصار الاقتصادي الظالم، ورغم ذلك بقيت المؤسسة حسب رأي سليمان مستمرة بعملها بفعل الصيانة والاهتمام المستمر، فهي تعمل وتغطي حاجة فروع مؤسسة الإسكان والعديد من الجهات العامة التي تكلف بتنفيذ الطباعة لصالحها، من قبل اللجنة الدائمة للطباعة، وكل ما تطلبه جهات وزارة الدفاع ينفذ ضمن القدرات المتوفرة وعلى أكمل وجه، واصفاً عمل المطبعة والتي تضم ما بين ٧٠-٨٠ عاملاً موظفاً بخلية النحل، حيث يقوم كل شخص بالعمل المحدد والمخصص به بكل جد واهتمام. إضافة إلى تغطيته حاجة المؤسسة من القرطاسية.
وإن كان هناك من معاناة بشكل عام تعاني منها المؤسسة، أوضح مدير فرع التوجيه السياسي والإعلام أن المعاناة تكمن في هذا السياق من نقص في بعض المواد الأولية على اعتبار أن جزءاً منها مستورد ما يؤثر على تغطية حاجة السوق.
ومن مهام الفرع أيضاً هو تمثيل عمال المؤسسة بالمجلس التنفيذي للمؤسسة كي يسمع همومهم ومطالبهم بغية معالجتها ضمن الفرع نفسه، وما يصعب حله تتم معالجته مع الإدارة حسب أهمية كل طلب.
ونوه سليمان إلى وجود موجه سياسي بكل فرع مهمته سماع شكاوي العمال ومعالجتها مع إدارته.
شهداء وجرحى المؤسسة
ونظراً لانتشار الفروع في كل الحافظات ريفاً ومدينة، وأن هدف المجموعات الإرهابية ومن يقف وراءهم من أعداء هذه الأمة هو تدمير مؤسسات الدولة وإضعاف البنية الإنتاجية للمؤسسة العسكرية، كان لابد من خوض المعركة إلى جانب جيشنا الباسل وتقديم كل ما يحتاجه من دعم مادي ومعنوي، ونظراً للتبادلات الطارئة على أعداد الشهداء والجرحى للعام الحالي فقد وصل عدد الشهداء المدنيين والعسكريين إلى ٢٣١ شهيداً منهم ٢١١ مدنياً و٢٢ عسكرياً وبلغ عدد الجرحى ١٩٣ منهم ١٥٥ مدنياً و٣٨ عسكرياً، فيما وصل عدد المخطوفين إلى ٣٦ مخطوفاً منهم ٣١ مدنياً وخمس عسكريين ليصل المجموع إلى ٤٦٠ ما بين شهيد وجريح ومخطوف.
وختم مدير فرع التوجيه حديثه كما بدأه بالرحمة لشهداء الجيش العربي السوري والنصر لقواتنا المسلحة الباسلة في كل معاركها حالياً ولاحقاً، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى وعودة المخطوفين بأمان وسلام.