مدير الإدارة السياسية في حوار مع”الثورة”: جيشنا صانع الأمجاد لن يفقد البوصلة أو يحيد عن درب الانتصار
الثورة- لقاء ريم صالح:
هو يوم ليس كباقي الأيام، هو عيد سورية السيدة، الحرة، الأبية، بل يمكننا أن نمضي أبعد من ذلك ونقول، إنه عيد السوريين جميعاً، كيف لا وهو عيد الجيش العربي السوري.
ومن منا لا يعرف هذا الجيش.. جيش العزة والفخار، جيش الإيثار والانتصار، جيش الإرادة التي لا تقهر والمعجزات، جيش التحرير والتطهير، جيش الرجولة والإباء.
بل من منا لم ير بأم العين، أو لم يسمع عن إنجازات بواسل جيشنا الوطني، وهم يطاردون فلول الإرهابيين المأجورين، ويدكون أوكارهم، ويحررون المدنيين من قبضة أياديهم الآثمة، ويعيدون الأمان والسلام إلى كامل الجغرافية السورية.
وفي عيد حماة الديار اليوم ليس لنا إلا أن ننحني إكراماً وإجلالاً لهذه القامات الباسقة لكل ما قدموه في معركتهم ضد الإرهاب التكفيري، ومشغليه، والمستثمرين فيه، الذين توهموا أن بمقدورهم أن يحققوا غاياتهم الضلالية والظلامية، وأجنداتهم التقسيمية على الأراضي السورية، ولكن سرعان ما تحطمت أوهامهم المريضة على صخرة الصمود السوري بثالوثه المتلاحم (القيادة والجيش والشعب)، فكانوا بحق حماة الأرض والعرض، الأوفياء للوعد والعهد، المحررين الأشاوس، حيث الإرادة لا تلين، والعزيمة لا تعرف خنوعاً أو انكساراً.
وبمناسبة الذكرى الـ 77 لعيد الجيش العربي السوري كان لـ”الثورة” اللقاء التالي مع مدير الإدارة السياسية اللواء حسن سليمان الذي أنار بعبق كلماته الطريق التي سلكها خلال الأعوام الماضية من عمر الحرب الإرهابية على سورية بواسل الجيش العربي السوري، هذه الطريق التي اختاروها من أجل أن يبقى علمهم مرفرفاً شامخاً رغم أنوف المعتدين، والغزاة الواهمين، فإما الشهادة، وإما النصر، ولا ولن يكون هناك وجود لمتآمر، أو محتل، أو عميل على أرضنا الحبيبة مهما كلف الثمن، وبلغت التضحيات.
*سيادة اللواء كل عام وأنتم بخير بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري صانع الأمجاد وضامن الأمان والاستقرار وصاحب التاريخ العريق.. ماذا تقولون في هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلوب السوريين جميعاً؟
يشرفني في بداية الحديث أن أتوجه بتحية الفخر والاعتزاز إلى رمز عزتنا وكبريائنا ومصدر فخرنا وإبائنا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة في هذه المناسبة الغالية ذكرى تأسيس جيشنا العربي السوري البطل، ويسرني أن أحيي رجال هذا الجيش الأبطال وهم يواصلون أداء مهامهم الوطنية في ساحات التدريب والعمل وفي ميادين البذل والفداء والتضحية والبطولة وهم يواجهون أذيال الاستعمار وأدواته من تنظيمات إرهابية إجرامية ما زالت تعيث فساداً وخراباً على أرضنا الحبيبة.. فلهؤلاء الرجال الميامين ألف تحية وهم يقدمون الأنموذج الأرقى في الصبر والعطاء والفداء في سبيل الوطن، ولشهدائنا الأبرار تحية الإجلال والإكبار، والمجد والخلود لأرواحهم الطاهرة التي ستبقى دائماً قناديل نور تضيء لنا الطريق فلا نضيع البوصلة ولا نحيد عن درب العزة والكرامة.. والتحية لجرحانا البواسل الشرفاء الذين علموا العالم كيف تكون التضحية وكيف تكون الأنفة ويكون الاعتزاز، فحملوا جراحهم الطاهرة أوسمة عزٍّ وفخار على صدورهم وواصلوا حياتهم بكل صمود وإباء، مصممين على العمل والعطاء مهما كانت الصعاب والتحديات..
وكل عام وشعبنا الأبي الصامد بخير، وهو يواكب جيشه البطل مسيرة البذل والعطاء في جميع المحافل، فيشدُّ من أزره ويقف إلى جانبه ويبذل أقصى ما يستطيع كي تبقى سورية وطن الشمس والانتصار والإرادة والحياة..
* سيادة اللواء ما زال الجيش العربي السوري يسطّر أروع ملاحم البطولة والفداء منذ أحد عشر عاماً، فيضمن صمود الوطن واستقلاله، ويمضي بخطا واثقة على طريق التحرير والانتصار، كيف تنظرون إلى الدور الوطني الذي يضطلع به جيشنا الباسل في مواجهة ما تتعرض له سورية من حرب همجية إرهابية؟.
**مما لا شك فيه أن سورية تتعرض لعدوان كبير من حيث عدد وقدرات القوى الاستعمارية المشاركة في هذا العدوان، وكذلك من حيث الإمكانيات التي تم تسخيرها وحشدها، يضاف إلى ذلك أنها حرب مركّبة ومخططة ومدروسة بشكل مسبق، وهذا يعني أن مواجهتها ولاسيما على الصعيد العسكري احتاجت إلى عبقرية عسكرية وأمنية ومعنوية من دون مبالغة، فعندما تفرض عليك فجأة حرب مخططة عسكرياً وأمنياً وإعلامياً وحتى اقتصادياً.. هذا يعني أنك لا تملك الوقت الكافي للتخطيط المقابل، بمعنى أنه يجب عليك أن تنخرط مباشرة في المواجهة ضمن الظروف المفروضة مهما بلغت التحديات وتنوعت الأساليب العدوانية.
الجيش نجح في مواجهة العدوان وامتلاك زمام المبادرة
وفي كل الأحوال إذا انتقلنا من الرؤية النظرية إلى الواقع العملي نلاحظ أن الجيش العربي السوري نجح في المواجهة منذ اللحظة الأولى للعدوان، واستطاع خلال وقت قصير امتلاك زمام المبادرة في توجيه الضربات المتلاحقة للتنظيمات الإرهابية، على الرغم من أن أجهزة استخبارات الدول المعادية قدّمت وسخّرت لهذه التنظيمات كل ما تحتاجه من معلومات وأجهزة وإمداد وأموال وأسلحة متطورة وتدريب مكثف، كما قامت باستجلاب الإرهابيين من مختلف أصقاع الأرض وإدخالهم إلى الأراضي السورية، وهو ما فرض على الجيش العربي السوري خوض حرب متعددة الجبهات ذات طبيعة معقدة لاسيما من حيث شكل الأعمال القتالية تكتيكياً وعملياتياً.
وقد أثبتت قواتنا المسلحة الباسلة أنها على قدر المسؤولية والمهام الملقاة على عاتقها في تنفيذ واجباتها الدستورية والوطنية، حيث استطاعت تنفيذ مهامها على جميع جبهات القتال، وتمكنت من تحرير معظم المناطق الرئيسة من دنس الإرهاب وأفشلت المخطط المرسوم للمنطقة بأسرها عبر البوابة السورية، وأجبرت الأطراف الداعمة للإرهاب صاحبةَ المشروع الاستعماري الجديد على إعادة حساباتها والبدء بالبحث عن مخارج من أزمتها بعد أن أدركت أنها غير قادرة على تحقيق أهدافها العدوانية عبر العمل العسكري.
بناء عقائدي ووطني
وإن نجاح قواتنا المسلحة لم يكن ليتحقق لولا بناؤها العقائدي والوطني وتلاحمها مع أبناء شعبنا الأبي الذي أثبت من جديد أنه سليل المجد والحضارة وصاحب التاريخ العريق.. هذا النجاح ما كان ليتحقق بالتأكيد لولا حكمة قيادتنا الشجاعة وعلى رأسها السيد الرئيس الفريق بشار الأسد، الذي أدرك حجم الخطر منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية وعرف كيف يقود الدفة خلال جميع مراحل هذه الحرب بكل إبداع وصولاً إلى بر الأمان الذي نشهده اليوم والذي سيكون فاتحة الخير للوطن ومنطلق إعادة الاعمار واستعادة الدور والمكانة المرموقة التي يستحقها وطن بحجم سورية.
المقاتل العربي السوري مبدع وعلى درجة عالية من الوعي السياسي
*سيادة اللواء لا نبالغ إذا قلنا إن المقاتل العربي السوري هو مقاتل فريد في خصاله وصفاته باعتراف العدو وشهادة الصديق.. هو مقاتل أبدع النصرَ في مواجهة الماكينات العسكرية والإعلامية الدعائية المعادية، كيف تنظرون إلى هذا الإبداع وهذه الشخصية التي يحملها كل مقاتل في الجيش العري السوري؟.
**إنه لمن الإنصاف لدى حديثنا عن دور قواتنا المسلحة الباسلة في مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية الإشارة إلى الحالة الإبداعية التي امتلكها الجيش العربي السوري في هذه المواجهة، وبالتأكيد فإن هذا الإبداع كان على جميع مستويات العمل العسكرية لدى القادة والضباط والمقاتلين وفي جميع التشكيلات بمختلف صنوفها، أي على مستوى التخطيط الاستراتيجي والعملياتي، وكذلك على مستوى التطبيق الميداني، ففي الميدان ظهرت تلك الإمكانيات النوعية للمقاتل العربي السوري من حيث الجاهزية القتالية والمعنوية، فقد استطاع المقاتل العربي السوري أن ينفذ مهامه القتالية بأعلى صور المعرفة العسكرية للسلاح وتكتيك المعركة ولاسيما الحرب في مواجهة العصابات أو ما يسمى “حرب العصابات” والتي نادراً ما تتدرب عليها الجيوش النظامية، لأن طبيعة تدريب هذه الجيوش تفترض خوض الصراع في مواجهة جيش نظامي بعد دراسة إمكاناته التسليحية والتدريبية والمعنوية، كما أثبت المقاتل العربي السوري أنه يتمتع بصفات معنوية عالية لاسيما إرادة القتال، رباطة الجأش، المبادأة والمبادرة، النزعة الهجومية، القدرة على التحمل، القدرة على التركيز، وغيرها من صفات معنوية ونفسية عالية.
أما في إطار مواجهة الحرب النفسية المعادية والتي تم تنفيذها عبر وسائل الإعلام المعادي والمأجور وبحملات متواصلة لم تنقطع منذ بداية الحرب الإرهابية، فقد أثبت المقاتل العربي السوري أنه على درجة عالية من الوعي السياسي مكّنته في النهاية من مواجهة هذه الحرب الإعلامية النفسية والدعائية والتصدي لها..
وفي المجمل نستطيع القول إن المقاتل العربي السوري أثبت أنه مقاتل شجاع واعٍ ومدرك لمهمته العسكرية ولواجباته الوطنية، جاهز في كل زمان ومكان لتقديم أغلى التضحيات في سبيل وطنه وشعبه، وهو ما أعطى القدرة للجيش العربي السوري على مواجهة هذه الحرب العدوانية وتحقيق النصر في جميع المعارك التي خاضها..
سورية بلد عريق بحضارته الإنسانية
*سيادة اللواء إذاً هذه الشخصية المميزة التي يتمتع بها المقاتل العربي السوري هي امتداد طبيعي لتاريخٍ من البطولات والأمجاد سطّره مقاتلونا الأبطال منذ تأسيس جيشنا الباسل وحتى اليوم.
**بطبيعة الحال لا يمكن الحديث عن المقاتل السوري من دون الحديث عن الإنسان السوري، فسورية بلد عريق بحضارته الإنسانية التي تمتد جذورها بعيداً في عمق التاريخ، فهي بلد الأبجدية الأولى وما لذلك من دلالات عظيمة، كما أن السوري ـ تاريخياً ـ كان مشبعاً بالفكر الإنساني الحضاري بما فيه من مشاعر الولاء للأرض وللأمة، والفخر والاعتزاز بالقيم والمبادئ.
الأخلاقية الوطنية، وبالتالي فقد قاوم كل أشكال العدوان ومحاولات الهيمنة والسيطرة على أرضه ومقدراته، والتاريخ مليء بالشواهد على ذلك، وإذا ما عدنا قليلاً إلى الوراء نتذكر وطنية وشجاعة هذا الإنسان السوري والمقاتل السوري في معركة ميسلون حيث كان قرار مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي المتطور من قبل قلة قليلة من الجنود والمناضلين بقيادة وزير الحربية البطل آنذاك يوسف العظمة.. أولئك الأبطال أرادوا تجسيد حقيقة الإنسان السوري الوطني الأصيل بكل ما فيها من قيم رفيعة من خلال هذه المعركة حيث انتصرت الإرادة على العدوان، وبالتأكيد فإن بسالة وشجاعة المقاتل السوري هي من هزم قوى الاستعمار، وسورية كما نعرف كانت أول دولة تحصل على استقلالها الوطني بعد الحرب العالمية الثانية وفي ذلك دلالة أكيدة على وطنية السوريين واستعدادهم التام للتضحية في سبيل حرية وطنهم وكرامته واستقلاله.
ولاحقاً تجلت بسالة المقاتل السوري وشجاعته في تشرين التحرير عام 1973م في أبهى صورها، واليوم في مواجهة الحرب العدوانية الحالية هي امتداد لبسالة المقاتل السوري ولشجاعته عبر تاريخ سورية العريق.
سورية منتصرة لا محالة بشعبها وجيشها وقيادتها
وكما أن الانتصار دائماً هو من نصيب الشعوب المناضلة ضد العدوان.. هذه الشعوب التي تمتلك إرادة الصمود والحياة، فإن سورية منتصرة لا محالة بشعبها وجيشها وقيادتها، لأنها صاحبة الحق في الدفاع عن وجودها ووحدتها ومصالحها ولأنها تمتلك إرادة الدفاع عن هذا الحق وإرادة الانتصار في مواجهة قوى البغي والعدوان، وهنا أستذكر قول السيد الرئيس الفريق بشار الأسد: (علينا أن نعرف أن لا دولة قوية من دون شعب صامد.. ولا دولة تحمي المصالح الوطنية من دون شعب يرفض التنازل عن حقوقه.. كما أن لا دولة تحافظ على كرامة شعبها من دون شعب يأبى الذل ويرفض الخونة ويتمسك بهويته ويعتز بتاريخه وتراثه).
*سيادة اللواء في هذه المناسبة الوطنية الغالية هل من كلمة أخيرة توجهونها إلى قواتنا المسلحة الباسلة في عيدها وشعبنا الأبي الصامد وهو يشارك جيشه البطل فرحة العيد السابع والسبعين؟.
أودُّ في الختام أن أتوجه بالشكر لصحيفة الثورة بكوادرها والقائمين عليها على جهودهم الكبيرة المبذولة في سبيل دعم الحقيقة وتفنيد الأضاليل ومواجهة ماكينات الخداع والكذب المعادية.
ويسرني أن أحيي مجدداً جيشنا العظيم الذي يزداد في كل يوم إصراراً وتصميماً على تحرير أرضنا من رجس الإرهاب ودنس الاحتلال بكل أشكاله غير عابئ بحجم الأخطار والتحديات، هذا الجيش البطل سيبقى دائماً عنوان الصمود والانتصار، ومصدر الفخار وحامي الديار كما وصفه السيد الرئيس الفريق بشار الأسد إذ قال: (علينا ألا ننسى أن هنالك جنوداً مجهولين لا يقدمون جهودهم فقط، بل أرواحهم وبلا ثمن، إنهم أبناء قواتنا المسلحة، حماة ديارنا، ومصدر فخارنا، وعرين الشجاعة والبطولة).
فكل عام ورجال قواتنا المسلحة الباسلة بخير وشعبنا الأبي بخير وقائدنا ورمز عزتنا وإبائنا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بألف خير، وإننا على موعد مع النصر قريب بإذن الله وقوة الشعب والجيش التي لا تقهرها قوة في الكون.