الثورة – فاتن أحمد دعبول:
في الجلسة الثانية من الورشة المعنية بالدراما السورية والتي حملت عنوان” الدراما السورية، صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية”، بينت ديانا جبور، عضو مجلس إدارة لجنة صناعة السينما والتلفزيون، ومديرة الجلسة، أن الدراما السورية لا يمكن تقييمها خلال سنوات الحرب العدوانية على سورية فقط، وإنتاجنا المحلي لا يزال بظروفه الحالية مجرد حرفة فيها قدر هائل من الشغف والموهبة والتواضع، ولكن هذا لا يكفي لصناعة راسخة.
وحتى تتحول هذه الحرفة إلى صناعة نحتاج إلى قوانين تحميها، وتسهيلات متعددة، ونحتاج إلى تبنٍ.
إنقاذ درامانا والعودة بها إلى صدارة المنافسة لا يعني فقط إنقاذ آلاف العاملين في هذا الوسط، بل يتعداه إلى الإسهام في تقوية ودعم هويتنا الوطنية الجامعة، وفي حماية هويتنا الوطنية، فإن نجحنا فهذا يعني أننا قمنا بإسهامنا المتواضع في حماية هويتنا الوطنية.
– خلدون قبلان: تهميش المؤلف قضية شائكة..
وتحت عنوان” النص الدرامي صناعة ثقيلة ومؤثرة في العقل الجمعي” قدم السيناريست خلدون قتلان ورقة عمل تحدث فيها مبيناً أن النص هو المادة الخام للصناعة الدرامية التي تخاطب العقل الجمعي للمجتمعات، وصنفت هذه الصناعة على أنها صناعة ثقيلة، مادتها الخام نتاج أدبي وفكري وخلاصة تجربة إنسانية تحمل قيمة.
أما علاقة الكاتب بشركات الإنتاج فهي ليست علاقة قائمة على الاحترام المتبادل بل علاقة تبدأ بعقد إذعان بقيمة مالية غير منصفة، يتنازل من خلاله الكاتب مجبراً لا بطل عن الكثير من حقوقه التي يتم هضمها لصالح رأس المال الذي يتعامل مع النص كتعامل المالك بملكه، وتفرض من الشروط ما تراه مناسباً لخدمة مصالحها المادية وعلاقاتها الاجتماعية في ظاهرة عرفت بالشللية في الدراما، وتختار الشركة من تشاء من الفنانين وبما يتناسب مع معاييرها الخاصة، دون أن يكون لصانع النص أي فرصة في ترشيح مخرج أو ممثل موهوب، بل بالعكس يجد المؤلف نفسه خاضعاُ لتعديل نصه كما تشاء شركة الإنتاج.
ويفقد المؤلف حقه أيضا في الاستفادة من نتاجه وذلك في عرضه على منصته الإ
الكترونية الخاصة دون الحصول على موافقة الشركة، لتكتمل دورة التهميش الذي من المفترض أن يكون الشريك الأول مع الشركة المنتجة.
هذا ناهيك عن حروب المنافسة بين الشركات سواء على فضاءات التواصل الاجتماعي أو في وسائل الإعلام، مع غياب كامل لدور نقابة الفنانين في الحد من تلك الظاهرة التي تسيء إلى سمعة العائلة الدرامية السورية الواحدة.
ويخلص في مداخلته إلى ضرورة وضع معايير واضحة تحدد من خلالها آلية التقييم الفكري والفني، ووضع تصنيف واضح للأعمال، فلا يكون النص الترفيهي بمنزلة النص الذي يحمل رسائل فكرية وقيمية، وألا يتم فرض المزيد من القيود على الدراما.
-محمد المصري: أهمية إنشاء نقابة لفنيي الدراما..
ويقف محمد المصري رئيس جمعية فنيي الدراما عند أهم العقبات التي تواجه الفنيين العاملين في مجال الدراما، وخصوصاً أنهم الفئة الأكبر في المطبخ الفني، ويحملون العبء والهم الأكبر، ويقضون في عملهم وقتاً طويلاً، ومع ذلك فهم الأقل أجراً.
ويقول المصري من الأهمية بمكان إنشاء نقابة للفنيين، وبداية وحتى يحدث هذا الأمر كانت جمعية فنيي الدراما السورية لتضم هؤلاء الجنود المجهولين العاملين خلف الكاميرا، وقد أصدرت هذه الجمعية بطاقات عضوية، وتعاقدت مع محامي عام للدفاع عن حقوقهم، وهيأت لهم الضمان الصحي، وتقوم بتكريم شيوخ الكار كلما سنحت الفرصة، وإقامة تجمع سكني للفنيين السوريين أسوة بباقي الجمعيات، ولكن عدم أخذ قراراتنا صفة الإلزامية، لم نستطع أن نحقق للفنيين مطالبهم الأساسية.
وهذه الشريحة تعاني من تدني الأجور وساعات العمل الطويلة التي تصل إلى 16 ساعة، ولا تتحمل الشركات إصابات العمل، والكثير من التحديات التي تعترضهم، وبعد الدراسة والتقييم كان الحل الوحيد لإنصافهم هو وجود نقابة فنيين تمثلهم وتحميهم وتضمن حقوقهم وتدافع عنهم وتكون صوتهم المسموع.
ويخلص المصري إلى توصيات أهمها أن مجلس إدارة الجمعية مستعدون لوضع خطة لتأسيس نقابة تضمن مستقبل هؤلاء الفنيين، ومن التوصيات الهامة النظر بموضوع الأجور وموضوع التعاقد مع الفنيين الأجانب علماً أن الخبرات الوطنية أهم، ويجب أن توضع شروط على هذه العقود.
ومن الأهمية بمكان دعم الدراما السورية وتقديم التسهيلات المصرفية والقروض للأعمال الفنية لإنشاء شركات إنتاج تلفزيونية وسينمائية قادرة على التنافس من أجل الارتقاء في صناعة الدراما والسينما.