الثورة – رنا بدري سلوم:
يا أبناء هذا البلد الآمن، يا من تغفو عيونكم على صخوره كي يرقد أبناؤنا على فراشهم سالمين، تتقزّم حروفنا أمام كِبر محبتكم أيها المغاوير، أنتم الأبقى
وإرثكم النضالي المشرّف جزء من مكونات ثقافتنا السوريّة، التي لا تكتمل إلا في حملنا الأمانة وتأدية الرسالة التي خططموها بدماء شجاعة نقيّة، لتبقى راية الوطن خفّاقة في سماء سورية المجد والعزّة والفخار.
اليوم عيد أبناء وطني المسيّج بقلوبهم، عيد الجيش العربي السوري، الذين يحلّقون كنسورٍ شامخة، خرجت من كل أسرة سوريّة فكانوا نجومها وأقمارها وقناديلها الوضّاءة ، ينذرون أنفسهم ليعم السلام، ينتصرون أولاً على ذواتهم في مقاومة مغريات الحياة كي يكونوا لبلادهم الحصن المنيع، يرتدون بذّاتهم المموهة، وهل هناك أشرف منها رمز ” الوطن والشرف والإخلاص”؟ هذا هو جيشنا العقائدي الذي لم يتوان لحظة في سكب دمه مداداً لتاريخ صنعه الأجداد بانتصاراتهم، فلا تزال أجيالنا جيلاً بعد جيل تسير على هذا الدرب المشرّف، فحين نقول جيش نقول مشاريع شهادة، حياتهم نضال واستشهادهم شرف، وبكلا الحالين تهتف حناجرنا باسمهم وقلوبنا تكبر بوجودهم، يقارعون الموت كي نحيا أحراراً شاء من شاء وأبى من أبى، فمن يحرم الشمس سطوعها؟ من يمنع الأشجار أن تمنح ثمارها من يحرمنا؟ من يقتلع الأصالة من جذورها؟ شهداؤنا يرتقون لنحيا في وطن الشهادة، هو درب المغاوير من ساقتهم أرواحهم إليها قبل أقدامهم المتوثّبة على درب النصر والحريّة.
هنيئاً لنا بكم يا أبطال الجيش العربي السوري يا شرف الوطن ونبضهُ الحيّ، أنتم خلاصنا من كل إرهابي مستعمر، لقد أخلصتم لعهد قطعتموه على أنفسكم فاستبسلتم لنصرة الحق، استجابت أرواحكم وثابرت أجسادكم في التصدي والتحدي لزيف الباطل والظلم والعدوان خلال سنوات الحرب الشعواء، فكنتم الصفوة، نعدكم في عيدكم أن نبقى على العهد ونفي بالوعد ما استطعنا، فكل عام وأنتم قوتنا وعزّتنا، وإننا في كل عيد نكلل جباهكم بالغار ليعبق وجه الوطن بالنصر المبين الذي لا ريب فيه.