الثورة – عبد الحليم سعود:
تَحلُّ في هذه الأيام المباركة الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري الأبي وسط ملاحم وبطولات يخوضها أبناء قواتنا المسلحة على مساحة الوطن دفاعاً عن الوجود والتراب والحضارة والإنسان، وصوناً لوحدة وسلامة الأرض والحدود، حيث كان لجيشنا البطل طوال هذه السنوات الفضل الأكبر في حفظ الأمن والاستقرار، وتثبيت دعائم الوحدة الوطنية، من خلال مواقف مشرِّفة اتخذتها قيادته، ومعارك بطولية خاضها على العديد من الجبهات، حيث يُسجل لأبناء هذا الجيش أنهم كانوا الحراس الحقيقيين والعين الساهرة والحماة الأوفياء للوطن والشعب منذ الاستقلال حتى اليوم.
ولأن جيشنا العقائدي البطل منذ تأسيسه جاء استجابة لتطلعات الأمة والشعب فقد حمل على كاهله همومها وقضاياها، حيث كان له شرف المشاركة في حرب إنقاذ فلسطين عام 1948، حيث واجه أبناؤه البررة العصابات الصهيونية المجرمة على أرض فلسطين واستشهد الكثير منهم دفاعاً عن عروبة فلسطين ومنعاً لاغتصابها، وما زال حتى اليوم يدعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرر، ويتبنى قضية فلسطين كقضية مركزية له.
لقد كان لجيشنا البطل محطات مضيئة طوال تاريخه المجيد، إذ استشهد أحدُ أبطاله “جول جمال” في مواجهة العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة عام 1956 وسُجل اسمه في سجل الخالدين، كما خاض حرب تشرين التحريرية عام 1973 إلى جانب الجيش المصري وحقق انتصاراً باهراً على جيش الاحتلال الصهيوني الذي تم الترويج له بأنه لا يقهر، حيث تم تحرير مدينة القنيطرة من رجس الاحتلال آنذاك ولولا الولايات المتحدة الأميركية بكل ثقلها العسكري في المعركة وتوقف القتال على الجبهة المصرية لتمكن أبناء جيشنا من تحرير الجولان العربي السوري كاملاً وإعادته للسيادة السورية.
وخلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي خاص جيشنا معارك بطولية مُشرِّفة على تراب لبنان الشقيق لدحر جيش الاحتلال الصهيوني البغيض عن أراضيه، وإنقاذه من الحرب الأهلية التي كادت أن تودي بلبنان، ومنذ ذلك الوقت دعم مقاومته البطلة، وقدم لها مختلف أنواع المساعدة والمؤازرة لتحقق انتصار أيار عام 2000، وتحرير الجنوب اللبناني، وكذلك انتصار تموز عام 2006 حيث أقرَّ العدو قبل الصديق بالدور المحوري لسورية وجيشها البطل في تحقيق هذين الانتصارين العظيمين.
ومنذ عام 2011 وجيشنا البطل يخوض معركة الدفاع عن الوطن، ويُقوِّض دعائم الإرهاب العابر للحدود ويحطم أحلام أسياده وداعميه من دول الغرب والشرق، ويحقق الانتصار تلو الانتصار، ويقدم أغلى التضحيات لكي يبقى وطن الشمس والحرية عزيزاً كريماً، راسماً بنبل تضحياته ودماء أبنائه الطاهرة لوحة رائعة من لوحات الشموخ والكبرياء والعزة والفخار ستبقى خالدة في ضمائر كل أحرار العالم على مدى التاريخ.
ولأن جيشنا البطل بشعاره (وطن شرف إخلاص) يحمل في ضمائر قادته وضباطه وصف ضباطه وجنوده البواسل عقيدة وطنية راسخة مستمدة من الشعب، فقد شكّل ضمانة دائمة لأمن واستقرار كل الوطن وأبنائه، وقد تجلى ذلك بوضوح خلال سنوات الحرب، حيث وقفت الأغلبية الساحقة من أبناء الوطن خلف الجيش وآزرته وساندته واحتضنته في أحلك الظروف وأشرس المعارك ليكتب الجيش والشعب معاً أروع قصص الشجاعة النادرة، وأجمل حكايات الانتصار الخالدة.
ولم يكن غريباً أو مستغرباً أن تتحول البزة العسكرية التي يلبسها أبناء جيشنا إلى رمز للوطن ومصدر للثقة والطمأنينة في نفوس المواطنين، تخلق لديهم شعوراً بالعزة والقوة والمنعة، فلا خوف من الإرهاب والإرهابيين ما دام أصحاب هذه البزة حاضرين، ولا خوف من أي عدو أو عدوان مادامت عيونهم ساهرة تحرس أمن وحدود الوطن.