الثورة – حماة – سرحان الموعي:
كشف رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين بحماة الدكتور عبد العزيز شومل عن الخطر المحدق بالدواء البيطري نتيجة سلسلة من الإجراءات، ولاسيما المتعلق منها بتخلي وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي عن دورها في تسعير الأدوية البيطرية، وترك هذا الملف المهم لدى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي اتخذت قرارات بضم تسعيرة الأدوية البيطرية المحلية والمستوردة إلى جدول أعمالها على الرغم من عدم وجود متخصصين لإدارة هذا الملف في وزارة حماية المستهلك. مضيفاً أن هذا الأمر سيكون له منعكسات سلبية على الدواء البيطري ما يؤدي إلى خلق أزمة جديدة في قطاع الثروة الحيوانية.
ولفت إلى أن معامل الأدوية البيطرية كغيرها من القطاعات تضررت نتيجة الحرب الإرهابية التي شنت على سورية، إلا أنها وبالرغم من الصعوبات التي واجهتها استمرت بالإنتاج وتغطية السوق المحلية بالمنتج الدوائي البيطري السوري الذي حافظ على جودته العالية، كما أسهم بتوفير القطع الأجنبي والتقليل من الدواء المستورد وتخفيف التكلفة عن المربين نتيجة الاستغناء عن الاستيراد.
وأشار إلى أن قطاع الدواء البيطري تشرف عليه وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي منذ تأسيسها، ولديها خبرات متراكمة بهذا المجال من الأطباء البيطريين والفنيين، ناهيك عن التشريعات والتعليمات والإجراءات والهيكليات الإدارية والكوادر الفنية التي مكنتها من إدارة هذا القطاع بنجاح، لكن القرارات الأخيرة بإلغاء دائرة الدواء البيطري وتحويلها إلى شعبة كان لها المنعكس الأخطر وتكريسه اليوم بالتخلي عن تسعير الأدوية البيطرية، فهي كما معلوم ليست سلعة تموينية للمستهلك مثل المواد الغذائية والاستهلاكية، وإنما هي أحد مستلزمات الإنتاج الخاصة بمشاريع الإنتاج الحيواني، وهناك تراتبية تسويقية لهذه الأدوية من معامل ومستودعات أدوية ومكاتب خدمات وعيادات بيطرية وأطباء ومربين وهذه الأدوية لها فترة صلاحية، واللقاحات البيطرية تحتاج إلى شروط تخزين خاصة وتبريد ضمن برادات للحفاظ عليها من التلف الأمر الذي يكلف كثيراً.
وأكد الدكتور شومل أن محاولة اقتطاع هذه المهمة من أهل الاختصاص أي من الأطباء البيطريين في وزارة الزراعة وما ينتج عنه من تأخير، وعدم وجود آلية تسعير ثابتة ومنصفة سيكون لها تأثيرات كبيرة على عمل معامل الأدوية البيطرية المحلية والمستوردين، ولاسيما في حماة التي يتواجد فيها 7 معامل و15 مستورداً ما سيؤدي إلى احتمال توقف العديد من مصانع الأدوية البيطرية عن الإنتاج، وإحجام العديد من مستوردي اللقاحات والأدوية البيطرية ومضافات الأعلاف عن استيراد هذه المواد اللازمة للإنتاج الحيواني.
وأضاف أن هذا الأمر سيؤدي إلى حدوث أزمة جديدة وبالتالي يصعب توفير المواد الأولية لتصنيع الأدوية البيطرية والتي ستؤثر على صحة القطعان وعملية الإنتاج بأكملها والخاسر الأكبر هو المواطن الذي يستهلك المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والبيض والفروج والألبان ومشتقاتها.