الثورة – ترجمة رشا شفيق غانم:
أظهرت زيارة الرئيس الأمريكي- جو بايدن- الأخيرة إلى الشرق الأوسط، بأنّه حتى الداعمين لحقوق الإنسان -ولو كانوا من المكتب البيضاوي- ليسوا ضماناً لعدم تحويل وحرف الحقوق إلى الهامش من خلال تضارب الأولويات.
افتتح بايدن عهده باتهام ولي العهد السعودي محمّد بن سلمان بأنه القائد الفعلي الذي أمر بقتل الصّحفي جمال خاشقجي ضمنياً، ولكن سرعان ما أصبحت هذه الرسالة جوفاء لا معنى لها، من خلال الصور التي أظهرت بايدن وهو يصافح ولي العهد بقبضة اليد وكذلك من خلال الأجندة الأمنية والاقتصادية التي هيمنت على اجتماعهما.
في عصر التنافس المتجدد بين القوى العظمى، قد يضطر المدافعون عن حقوق الإنسان إلى التعود على الإحباط عندما يتعلق الأمر بسياسة حافة الهاوية الخطيرة لحقوق الإنسان. ولكن، في حين أن حقوق الإنسان قد خسرت هذه الجولة، فذلك يعني أنّ القضية قد فشلت بالكامل.
لقد جاء قرار التقليل من شأن حقوق الإنسان في رحلة بايدن إلى السعودية وسط ركود حقوقي عالمي أوسع.
مارست الحكومات الليبرالية، ولاسيما الولايات المتحدة – تقليدياً- أشكالًا دبلوماسية واقتصادية وأشكالًا أخرى من النفوذ لتحفيز الأنظمة التي تنتهك الحقوق على تشكيلها. منذ سبعينيات القرن الماضي، كان دور الولايات المتحدة في الدفاع عن حقوق الأشخاص الذين يعيشون في ظل حكومات قمعية عنصراً أساسياً في عدد من العلاقات الثنائية وتركيز مجموعات المناصرة التي تحث واشنطن على استخدام ثقلها للضغط من أجل الإصلاحات.
يحتاج هذا الفصل من مسرحية حقوق الإنسان إلى تحديث. لسبب واحد، فإنّ صورة الولايات المتحدة كدرع يحمي حقوق الإنسان العالمية أصبحت الآن مشوهة للغاية، تفوح منها رائحة كريهة للتظاهر بالقداسة، وأثار رد محمد بن سلمان على بايدن “لتذكر أبو غريب” ندبة الحرب على الإرهاب على سمعة أمريكا.
المصدر: فورين بوليسي