الثورة – تقرير دينا الحمد:
وسط ازدياد القلق العالمي من الانزلاق باتجاه حرب نووية، أحيت اليابان اليوم الذكرى الـ77 لجريمة أميركا النووية على هيروشيما، حيث استفاق العالم في مثل هذا اليوم عام 1945 على أكبر كارثة نووية شهدها القرن العشرين، بعدما ألقت الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية على هذه المدينة راح ضحيتها مئات آلاف الضحايا، قبل أن تلقي قنبلتها الثانية على مدينة ناغازاكي بعد ثلاثة أيام، لتثبت الولايات المتحدة بذلك أنها صاحبة اليد الطولى في الإرهاب والإجرام بحق البشرية جمعاء.
وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام، فإن كازومي ماتسوي رئيس بلدية هيروشيما دعا اليوم خلال فعاليات إحياء الذكرى إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الدول المالكة للأسلحة النووية لبناء جسور الثقة واتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية.
بدوره دعا رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الإنسانية إلى عدم تكرار مأساة استخدام الأسلحة النووية، وقال: ” إن اليابان ستعمل على ربط واقع البيئة الأمنية المتدهورة والمثل الأعلى لعالم خال من الأسلحة النووية.
يذكر أنه السادس من آب عام 1945، أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الأولى – التي سميت بـ”الولد الصغير” – على هيروشيما، وكان هذا الهجوم هو المرة الأولى التي يتم فيها استخدام سلاح نووي خلال الحرب. وهو ما يدل على عقلية الإرهاب التي تسيطر على كل رؤساء الولايات المتحدة.
وقنبلة هيروشيما كانت تزن أكثر من 5ر4 أطنان وألقيت من على ارتفاع 1980 قدماً وبلغ محيط انفجارها 13 كيلومتراً مربعاً وأسفرت عن سقوط نحو 140 ألف قتيل أي نحو 30 بالمئة من عدد سكان المدينة فيما مات عدد كبير من المصابين لاحقاً متأثرين بالتسمم الإشعاعي بينما وصل ارتفاع سحب الدخان الناتج عن الانفجار إلى 1000 متر فوق سطح المدينة.
وبعد مرور نحو ساعتين على الانفجار سقطت أمطار سوداء شحمية في أماكن متفرقة من المدينة كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشعة، لكن آثار القنبلة وأضرارها لم تقتصر على توقيت إلقائها، بل امتدت إلى سنين طويلة على مدى أجيال بسبب استمرار التأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الإشعاعي، فمن لم يقتل ساعة الانفجار مات بعد ذلك بسبب الإشعاعات التي تؤكد دراسات أن تأثيرها ما زال مستمراً حتى اليوم من خلال الإصابة بأمراض السرطان المختلفة والمواليد بعيوب خلقية.
وعلى الرغم من إبادة مدينتين يابانيتين كبريين في عام 1945، إلا أن ذلك لم يكن دافعاً كافياً للقضاء على القنابل الذرية وجعلها جزءاً من التاريخ، إذ لا تزال بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة، تسعى إلى تطوير هذه الأسلحة الفتاكة وتزويدها بقوى تدميرية متزايدة أكثر مما كانت عليه عند ضرب هيروشيما وناغازاكي قبل 77 عاماً.