الثورة – السويداء ـ رفيق الكفيري:
مع فتح باب الترشح لعضوية مجالس الإدارة المحلية، بدأت أحاديث المواطنين في السويداء تؤكد ضرورة المشاركة الفاعلة في الانتخابات، والتشديد على اختيار الأكفأ لأنه ضرورة حتمية للتغيير الإيجابي والتمثيل السليم، واختيار الكوادر الكفوءة والقادرة على تحمل المسؤولية الوطنية، والقادرة على تعزيز قوة الوطن وصموده.
وإلى ذلك أكد المهندس أنور الحسنية رئيس مكتب الثقافة والإعداد والإعلام في فرع حزب البعث بالسويداء أن تجربة الإدارة المحلية تعد من التجارب الديمقراطية المتميزة في سورية، والتي انبثقت في مسار تراكمها وتطورها مؤسسات ديمقراطية، مارس خلالها المواطن السوري مسؤوليته ودوره في بناء الوطن، وترسخت مشاركته العملية في بناء القرار المحلي وتوظيف الإمكانات والقدرات بما يخدم عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والخدمية.
ونوَّه الحسنية إلى إننا نحتاج إلى تقييم وتقويم تجربة الإدارة المحلية ونقدها، وإبراز نقاط الضعف والعمل على تجاوزها، ومن أبرزها: ضعف مستوى التأهيل العلمي والمهني في الكثير من مجالس الإدارة المحلية، عدم وجود معايير محددة، وتوصيف دقيق لمنصب رئيس المجلس المحلي، وبالتالي ضرورة ربط المسالة الديمقراطية بتوفر شروط تراعي المستوى العلمي والثقافي، وتأثير بعض الانتماءات الضيقة السائدة في المجتمع على نتائج هذه الانتخابات، وانعكاس ذلك على مستوى أداء هذه المجالس، وضعف مشاركة المرأة، والكوادر العلمية والعناصر الشابة في هذه الانتخابات وخاصة على مستوى مجالس البلدات والقرى، وبالتالي اقتصار بنية هذه المجالس على شرائح محددة من المجتمع.
وأشار الحسنية إلى انه وبالنظر إلى ما سبق فإن الانتخابات القادمة تشكل تحدياً حقيقياً للطاقات والكوادر المهنية والعلمية والثقافية ولجميع شرائح المجتمع السوري للانخراط والتفاعل في هذا الاستحقاق الهام، والذي لن يكون ناجحاً إلا إذا ارتكز إلى مرشح مؤهل يمتلك الاستعداد والرغبة من جهة، والى ناخب واع قادر على اختيار الأفضل والأكثر قدرة على العمل وتلبية مصالح المواطنين.
وقال حسين خويص رئيس فرع المنطقة الجنوبية لاتحاد الصحفيين.. علينا أن نحكِّم العقل لا العاطفة في اختيار ممثلينا لمجالس الإدارة المحلية من الذين يُعبِّرون عن نبض الشارع وينقلون بكل أمانة ما يعكر صفو المواطن ويقلقه، ومعرفة أماكن الخلل ومواقع الفساد وإبرازها عن طريق الإعلام لكشفها وتعريتها.
واشار الكاتب معين العماطوري إلى أن انتخابات مجالس الإدارة المحلية القادمة لا بد أن تنتقل من صيغ التمثيل التقليدي إلى الصيغ الحضارية كالتنوع في الكفاءات والاختصاصات الفنية والقانونية وعنصر الشباب والمرأة الجديرة والمواطن الصالح، ولفت العماطوري إلى أن مجالس الإدارة المحلية السابقة لم ترتق إلى مستوى الأزمة التي يمر بها الوطن لأسباب عديدة منها غياب المعايير والأسس لاختيار أعضاء المجالس، غياب علاقة التعامل المنتظم مع مؤسسات الدولة وخاصة مجلس المحافظة، وضعف دور المجالس المحلية في نشر الوعي المجتمعي، وتأهيل المجتمع المحلي، وبناء منظومة قيم ومفاهيم حضارية والمطلوب في هذه الفترة تغليب مفاهيم التعدد والتنوع في الاختصاصات والكوادر على مفاهيم التمثيل التقليدية.
ورأى العماطوري ضرورة ربط العملية الديمقراطية بمجموعة من المعايير والأسس أبرزها: المؤهل العلمي والاختصاص الذي يتناسب مع طبيعة المهمة، دراسة المرشحين وإجراء التقييم من خلال المهام السابقة التي كلفوا بها، التعريف بالمرشحين وإجراء التقييم على مستوى المجتمع بحيث تبين كفاءاتهم، وممن لديهم الجرأة الكافية لطرح الإشكاليات الخدمية ومكافحة الفساد الاداري والمالي والاجتماعي الذي بات يشكل أهم صعوبات التنمية والإصلاح.
وقالت سهى الباسط: نحن نريد من جميع الذين سيصلون إلى مجالس الإدارة المحلية أن يكونوا من ذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة والسمعة الحسنة ويعملون على توسيع رقعة الخدمات للمواطنين من طرق زراعية وشبكات صرف صحي و تعليم ومياه وغيرها.
وأشارت جونا حمزه عضو مجلس إدارة جمعية رايات الشهداء إلى أن المرشح يجب أن يتمتع بسمعة حسنة ومعروف، وأن يحمل الهم الوطني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأن يفضل المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة، ومن المهم كذلك أن يكون الاختيار على أساس الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية الوطنية والجرأة في طرح هموم وقضايا المواطنين والاهتمام بأسر الشهداء وتلبية احتياجاتهم.