الثورة – ترجمة غادة سلامة:
تنظر واشنطن إلى صعود الصين على أنه تحدٍ لقيادتها العالمية، بينما تنظر بكين إلى مخاوف الولايات المتحدة على أنها محاولة لتقييد دورها العالمي.
هذا وتتصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة بشكل كبير خاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان مرخراً، والتي اعتبرتها بكين استفزازاً في تايوان، وأصدرت الصين نفس تحذيرات “الخط الأحمر” التي وجهتها روسيا بشأن أوكرانيا.
على مدى نصف قرن، كانت العلاقات الصينية / الأمريكية، – نوعاً ما – لابأس بها، نما الاقتصاد الأمريكي 18 ضعفاً، بينما نما الاقتصاد الصيني بمقدار 130 ضعفاً.
لقد كان وضعاً مربحاً للجانبين.
لكن أُسس هذه العلاقة بدأت تتآكل مع ظهور حقيقتين، الأولى هي أن الصين فتحت أبوابها الاقتصادية أمام العالم الخارجي. وجاءت الأزمة المالية لعام 2008، التي أعطت الصين دور أن تصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي العالمي سرعان ما أصبح واضحاً في واشنطن أن الصين كانت تتحول إلى قوة عسكرية من شأنها أن تتحدى ادعاء الولايات المتحدة بأنها القوة المهيمنة الوحيدة في العالم.
في كتاب صدر عام 2017، وضع عالم السياسة الأمريكي غراهام أليسون مثل هذه المخاطر في مصفوفة تاريخية رائعة، أطلق عليها اسم Thucydides Trap – وهو المصطلح الذي يعود إلى حرب البيلوبونيز، باختصار، يمكن تلخيص العلاقات بين الولايات المتحدة والصين على أنها علاقة هدوء طويلة توترت، ولم يتبق في أعقاب العلاقة سوى الغضب والاستياء.
في واشنطن، تم إغلاق النقاش حول الصين، لن يغير أي سجل تاريخي أو دليل تجريبي من عقلية الولايات المتحدة، إن تطويع الصين من القضايا القليلة التي لاتزال تحظى بإجماع من الحزبين في المشهد السياسي شديد الاستقطاب.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين دعا لاتخاذ إجراءات معينة تجاه الصين، حيث وضعت إدارة بايدن خطة شاملة تجاه الصين، وصاغتها على أنها محاولة لإدارة المنافسة المتزايدة بين البلدين. لسوء الحظ، في الدبلوماسية الأمريكية، غالباً ما لا تتطابق الكلمات مع النيات – ناهيك عن الأفعال.
وشرح بلينكين سياسة بلاده تجاه الصين على أنها محاولة “للدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد وإصلاحه”، بدءاً من الافتراض بأن الصين لديها نية لإعادة تشكيل النظام الدولي، وبشكل متزايد في الاقتصاد والقوة العسكرية والتكنولوجية.
يقول الكاتب مع كل الاحترام لمهارات بلينكين الدبلوماسية، لاتبدو دلالات بلينكن صحيحة حول الصين بالرغم من أن الصين باتت قوسين أو أدنى للتفوق في كل المجالات على الولايات المتحدة وخاصة في المجال الاقتصادي.
لقد حدث صعود الصين المثير للإعجاب على وجه التحديد ضمن الحدود التي وضعها النظام العالمي الحالي القائم على القواعد.
ومن باب الدبلوماسية وصف بلينكين الصين بأنها جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، وهو أمر حاسم في حل “التحديات من المناخ إلى كوفيد”، وأضاف: “يتعين على الولايات المتحدة والصين التعامل مع بعضهما البعض في المستقبل المنظور”.
كما بدا مطمئناً عندما قال إن الولايات المتحدة “لا تبحث عن صراع أو حرب باردة جديدة”، وأنه لا توجد نية “لمنع الصين من دورها كقوة رئيسية، ولا لمنع الصين من تنمية اقتصادها أو النهوض بمصالح شعبها”.
ولكن لماذا تسير الولايات المتحدة والصين على مسار تصادمي، من غير الواضح ما إذا كانت هذه التطمينات قد أثارت إعجاب الحكومة الصينية.
بعد كل شيء، تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ مبادرات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ – مثل المشاورات الرباعية ، التي تضم الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، واتفاقية Aukus بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا – والتي يبدو أنها تهدف بوضوح إلى احتواء الصين، ضمن مجموعة من التحالفات الإقليمية وحلقات القواعد العسكرية الأمريكية المتمركزة على طول سلاسل التوريد الصينية الحاسمة.
لا يقابل الانتشار العسكري الأمريكي الهائل على طول الشواطئ الصينية أي انتشار صيني مماثل على طول السواحل الأمريكية.
الولايات المتحدة لديها حوالي 800 قاعدة عسكرية منتشرة في جميع أنحاء العالم، للصين قاعدة واحدة فقط، في جيبوتي، من المشروع بالتأكيد التساؤل من يهدد من.
بقلم:
ماركو كارنيلوس