ومازلنا نبحث عن هوية لرياضتنا وعنواناً لألعابنا، نجيد التسويق للنجاحات الفاشلة، والتغني بالإنجازات الخلبية، وننأى بأنفسنا عن أي محاولة للتقييم الموضوعي، أو الاعتراف بمكامن الخطأ والبحث عن الحلول الجذرية، لا الإسعافية التخديرية!!
ألعابنا الجماعية ليست على مايرام، وبعبارة أدق على شفير الهاوية، هذه حقيقة ليست مبتكرة ولا مبتدعة، فرحلة التراجع ومشوار التقهقر مستمران منذ عقود خلت، وفي المقابل حقق الآخرون، كل الآخرين، قفزات نوعية وطفرات وصعوداً بسرعات خيالية، فما كان بوسع خطنا البياني إلا الهبوط مرغماً، وبدأت الفوارق تزداد حدة، والبون يتسع ليصبح شاسعاً لأنه تغذى على كلا الجانبين، تراجع ألعابنا، وتطور الآخرين..
وحتى لا نجافي الحقائق، فإن معظم الألعاب الفردية الأخرى، أصابها ما أصاب الجماعية، لكنها كانت تستر عورتها، من بوابة بعض النجوم الأبطال الذين استطاعوا التورية على انتكاسات الألعاب الجماعية، بتحقيقهم الميداليات البراقة والإنجازات والصعود على منصات التتويج في أكبر المحافل الرياضية الدولية، لكن لذلك غصة في القلب، لعدم وجود الرديف لهؤلاء الأبطال، من جهة، ولأن إنجازاتهم كانت بمبادرات فردية، وليس نتيجة لجهود جماعية مثمرة من جهة أخرى..
وعلى الرغم من كل هذا وذاك، لسنا متشائمين، ولا نطمح لرسم صورة سوداوية لواقعنا الرياضي، بل على العكس تماماً، إذ نتطلع دائماً لمقاربة مواطن الخلل والولوج إلى التقييم الموضوعي الذي يشير إلى جذور الإشكاليات المستعصية، بنفس الزخم الذي تلقاه الإنجازات من التهليل والتطبيل.