أرضية مشتركة للتعاون الصيني الإيراني

الثورة – ترجمة رشا شفيق غانم:
لدى كل من إيران والصّين مصالح  طويلة الأمد في أفغانستان عقب انسحاب الولايات المتحدة منها، كما لديهما استراتيجيات للتعامل مع الجمود الذي يواجه مصالحهما، بسبب عدم الاستقرار المستمر في البلاد.
وحذّر الباحث بالشؤون الصينية في صندوق مارشال الألماني أندرو سمول الولايات المتحدّة من أنّ بكين ترى أفغانستان في المقام الأول كمصدر للتهديدات، حيث يجب احتواؤها ومنعها من الامتداد إلى الدّول المجاورة حيث لديها مصالح اقتصادية كبيرة.
على سبيل المثال، الجارة الغربية لأفغانستان – باكستان-  هي أكبر موقع للتجارة وممر للنقل في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان.
وعلى الرغم من الدعوات الصينية – الباكستانية المشتركة لأفغانستان التي تحكمها طالبان للانضمام إلى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، تشعر الصين بالقلق من عودة ظهور المنظمات الإرهابية في المناطق الحدودية الشاسعة بين أفغانستان وباكستان، وتكثيف هجماتها على المواطنين الصينيين وأهداف الممر.
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر التقارير التي تفيد بأن الصين تريد نشر شركات الأمن الخاصة بها لحماية أصولها في باكستان، بأن بكين لا تعتقد أن “شقيقها” إسلام أباد يمكن أن يؤمنها ضد التهديد المتزايد المتمثل في التشدد في أفغانستان، ناهيك عن المساعدة في استقرار البلاد.
إن المطلب المثالي للصين هو شريك إقليمي تتضمن استراتيجيته الأفغانية ليس فقط السيطرة على الأضرار واحتواء التهديدات لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، ولكن أيضاً خطة لتكاملها اللاحق مع المنطقة المحيطة، ظاهرياً عبر مبادرة الحزام والطريق، في هذا الصدد، قد تجد بكين فائدة في نهج طهران المتطور تجاه أفغانستان.
تنظر طهران إلى أفغانستان – التي تحكمها طالبان – كفراغ أمريكي يمكن أن تملأه إلى جانب روسيا والصين لتعزيز سياسة “التطلع إلى الشرق”، هذا على الرغم من وجود مخاوف أساسية لديها باعتبارها الجار الشرقي لأفغانستان، مثل مكافحة تهريب المخدرات وانتشار الإرهاب وتفاقم أزمة اللاجئين الأفغان طويلة الأمد.
وبالتالي، فإنّ سياسة إيران تجاه أفغانستان تلخص السيطرة على الضرر واحتواء التهديدات، ولكنها تصور أيضاً “سيناريو” يرتبط بموجبه المستقبل السياسي والاقتصادي لهذا البلد بعمليات التكامل الشرقية – الأوراسية، وهو ما يعني بشكل أساسي التكامل مع مبادرة الحزام والطريق.
والأهم من ذلك، فإنّ تحركات إيران الأخيرة في منطقة آسيا الوسطى وأفغانستان تشير إلى أنها جادة بشأن هذه الخطط، ولا تتعامل معها على أنها مجرد حبر على ورق، حيث تشكل أفغانستان عاملاً رئيسياً في التقارب السريع بين إيران ودول آسيا الوسطى.
تلعب إيران أيضاً دوراً مركزياً في طرق التجارة مثل ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، والذي يهدف إلى دمج أفغانستان مرة واحدة (في حال) استقرت.
حيث يربط ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، الهند بموانئ خليج عمان، ثم يتقدم براً إلى شمال أوروبا بعد عبور أذربيجان وروسيا، في حين يربط حافز شرقي إيران ميناء تشابهار بأفغانستان بالسكك الحديدية، وتريد طهران تمديده إلى طاجيكستان وقيرغيزستان والصين.
بشكل عام، استراتيجية إيران في أفغانستان واضحة من حيث النتائج الأوسع التي تسعى إليها، وأساليبها في التأثير على سلوك طالبان ونطاقها الإقليمي.
وهذا يجعلها تبرز إلى حد ما في المنطقة، حيث إن عجز باكستان عن إجبار طالبان على القضاء على المنظمات الإرهابية المناهضة لباكستان يفضح ضعفها في أفغانستان، بينما تحتاج دول آسيا الوسطى إلى أن تقودها دول مثل إيران للنظر في التكامل الإقليمي مع أفغانستان.
هذا وإنّ علاقات الصين الثنائية مع إيران قوية بالفعل على المستوى المؤسساتي، وذلك بفضل اتفاقية التعاون الاستراتيجي، كما يتوافق الاتصال البري بين آسيا الوسطى وأفغانستان وإيران مع الممر الاقتصادي بين الصين وآسيا الوسطى وغرب آسيا.
بينما تفحص بكين المنطقة بحثاً عن شركاء في الملف الأفغاني، سترى حجة قوية لتأييد تحركات إيران في أفغانستان وحولها.
المصدر:
جريدة جنوب الصين الصباحية

آخر الأخبار
البنك المركزي.. توجه عربي ودولي لتطوير القطاع المصرفي موجة التهاب الكبد في سوريا.. قراءة هادئة في الأرقام والوقائع الميدانية تحويل رحلات جوية من دمشق إلى عمّان بسبب الضباب وزير الخارجية الإيطالي يدعو إلى مشاريع مشتركة مع السعودية في سوريا استكمالاً للمسار الدبلوماسي السوري الأميركي.. وفد من "الكونغرس" يزور دمشق استئناف الترانزيت عبر سوريا.. خطوة استراتيجية لتعافي الاقتصاد وتنشيط التجارة الإقليمية معركة التحرير في الاقتصاد.. من الاحتكار إلى الدولة الإنتاجية توقيت الزيارة الذي يتزامن مع عيد التحرير له رمزية...ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن في زيارة مرتقب... الاقتصاد الدائري.. مسار جديد لمواجهة التحديات البيئية والخدمية القطاع الصحي في حمص.. تقييمات ميدانية تكشف مزيجاً من التحسن والشكاوى اطلبوا الإعمار ولو في الصين! طلاب المهجر بين فرحة العودة وصعوبات الاندماج.. الفجوة اللغوية في صدارة التحديات لقاءات ندية في دوري المؤتمر كومباني وفابريغاس.. جيل مدربين شباب يصنع مستقبل الكرة الأوروبية الحياة تعود إلى ملاعبنا بعد منتصف الشهر القادم صوت النساء في مواجهة العنف الرقمي صورةٌ ثمنها مئات آلاف الشهداء المواطن يدفع الثمن واتحاد الحرفيين يعد بالإصلاح عندما تكون المنتخبات الوطنية وسيلة وليست غاية! أولى أمطار دمشق تكشف ضعف جاهزية شبكات التصريف