مع كلّ استحقاق وطني يُظهر المجتمع السوري براعته وقدرته على تجاوز العديد من الصعوبات المتراكمة وإن كانت تزداد يوماً بعد يوم لاعتبارات مختلفة، لكنهم ورغم ذلك يجعلونها وراءهم إذا ماستدعت الضرورة والأمان الاجتماعي فعل ذلك.
اليوم ومع بدء التحضيرات والاستعداد لانتخاب أعضاء المجالس المحلية، لعل أولى مفاتيح التغلب على جزء مهم من فوضى الفساد الاجتماعي هو حسن الاختيار دون خوف أو مجاملة وخلق بعض التبريرات، حيث المجتمعات المحلية من أحياء وقرى وبلدات ومدن، أكانت ضيقة أم واسعة فهي معروفة لدى بعضها البعض أي أن الأشخاص والعائلات على دراية بواقعهم ومعرفة الصالح من الطالح كما يقال مايسهل عملية الاختيار لمن يرون فيهم الكفاءة والقدرة من المرشحين لخدمة الشأن العام بعيداً عن المحاباة ومحسوبيات الصداقة والزمالة والقرابة وغيرها من المسميات لاسيما وأن قاعدة المجتمع بمؤسساته الخدمية من بلديات ومجالس مدن ووحدات المياه والكهرباء والهاتف ووحدات الإرشاد الزراعي وغيرها هي الأساس للنهوض والتقدم وإصلاح بنية المجتمع التي تحتاج إلى تضافر جهود الجميع من مواطنين ومعنيين بالمسؤولية الاجتماعية.
والأمر الآخر الذي يدخل في تفاصيل كلّ ما تقدم أن مهمة الإعلام تكمن في البحث عن الحقيقة الواجب إظهارها بالتوعية والدلائل والبراهين من تجارب وخبرات المجتمع مايجعل دوره كبيراً في الأثر والتأثير على الرأي العام إيجاباً وسلباً.