آخر العمر

استوقفتني عبارة أحد الأشخاص المميزين في عمله بإحدى الجهات العامة عندما سألته عن سبب استقالته من العمل والتي قال فيها: “إن أستمر في الوظيفة فهي جريمة بحق نفسي، وإن أترك العمل فهي جريمة بحق الوطن، ولكن لم يعد في العمر ما يكفي للانتظار”.

ما أوصل هذا الشاب الى الاستقالة وغيره من الكفاءات، سببه ما جرى في كثير من الجهات العامة التي تم فيها إبعاد الكثير من الخبرات الميدانية التي عملت في أصعب الظروف ولسنوات طويلة وابتكرت الحلول لمصلحة من امتلك شهادات مراكز التدريب والدبلومات، بمعنى تفضيل المؤهلات على سنوات الخبرة والمهارات والعمل في أصعب الظروف.

لا يُمكن مقارنة كفاءة شخص أمضى سنوات طويلة من العمل بين التجهيزات والآليات والمنشآت البعيدة في الصحراء، وابتكر بدائل وحلولاً لمواجهة أعتى الظروف مع شخص أمضى سنوات أقل في الدراسة ومراكز التدريب والتأهيل، ولا يُمكن أن نطبق عليهم المعايير نفسها، ويؤكد ذلك الاستنزاف الكبير للخبرات والمهارات وتلقفها بشراهة من القطاع الخاص أو الدول الأخرى.

ما يُطبق من معايير في الإصلاح الإداري قد يكون صحيحاً مئة بالمئة في جهات القطاع الإداري ولكنه لا يصح في القطاعات الفنية والإنتاجية التي يلعب فيها تراكم المهارات الميدانية دوراً مهماً في نجاح عمل هذه المؤسسات، ولذلك يجب أن نحدد هل نحن ننشد إصلاحاً إدارياً أم فنياً، أم ننشد إصلاحاً شاملاً؟

إن مصادرة قرار الجهات الفنية بتعيين كوادرها أدى لفراغ المؤسسات والشركات العامة من أهم خبراتها وتجاهل كل المهارات المتراكمة زمنياً وعملياً، ولذلك لا بد من إعطاء الإدارات الفنية أحقية وبنسبة عالية في اختيار المفاصل الأساسية بالعمل ومنعاً لتغطرس الإدارات الفنية تُترك نسبة معينة من صلاحية القرار للجهات الإدارية ومعاييرها.

الاستقالة حق ولا يُمكن مصادرته بسلطة صاحب القرار، ولكن يُمكن تجنبها بحوافز حقيقية مُنصفة للخبرات والمهارات مادياً ومعنوياً، وبالمقدار نفسه للمادي والمعنوي.

آخر الأخبار
المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس...