آخر العمر

استوقفتني عبارة أحد الأشخاص المميزين في عمله بإحدى الجهات العامة عندما سألته عن سبب استقالته من العمل والتي قال فيها: “إن أستمر في الوظيفة فهي جريمة بحق نفسي، وإن أترك العمل فهي جريمة بحق الوطن، ولكن لم يعد في العمر ما يكفي للانتظار”.

ما أوصل هذا الشاب الى الاستقالة وغيره من الكفاءات، سببه ما جرى في كثير من الجهات العامة التي تم فيها إبعاد الكثير من الخبرات الميدانية التي عملت في أصعب الظروف ولسنوات طويلة وابتكرت الحلول لمصلحة من امتلك شهادات مراكز التدريب والدبلومات، بمعنى تفضيل المؤهلات على سنوات الخبرة والمهارات والعمل في أصعب الظروف.

لا يُمكن مقارنة كفاءة شخص أمضى سنوات طويلة من العمل بين التجهيزات والآليات والمنشآت البعيدة في الصحراء، وابتكر بدائل وحلولاً لمواجهة أعتى الظروف مع شخص أمضى سنوات أقل في الدراسة ومراكز التدريب والتأهيل، ولا يُمكن أن نطبق عليهم المعايير نفسها، ويؤكد ذلك الاستنزاف الكبير للخبرات والمهارات وتلقفها بشراهة من القطاع الخاص أو الدول الأخرى.

ما يُطبق من معايير في الإصلاح الإداري قد يكون صحيحاً مئة بالمئة في جهات القطاع الإداري ولكنه لا يصح في القطاعات الفنية والإنتاجية التي يلعب فيها تراكم المهارات الميدانية دوراً مهماً في نجاح عمل هذه المؤسسات، ولذلك يجب أن نحدد هل نحن ننشد إصلاحاً إدارياً أم فنياً، أم ننشد إصلاحاً شاملاً؟

إن مصادرة قرار الجهات الفنية بتعيين كوادرها أدى لفراغ المؤسسات والشركات العامة من أهم خبراتها وتجاهل كل المهارات المتراكمة زمنياً وعملياً، ولذلك لا بد من إعطاء الإدارات الفنية أحقية وبنسبة عالية في اختيار المفاصل الأساسية بالعمل ومنعاً لتغطرس الإدارات الفنية تُترك نسبة معينة من صلاحية القرار للجهات الإدارية ومعاييرها.

الاستقالة حق ولا يُمكن مصادرته بسلطة صاحب القرار، ولكن يُمكن تجنبها بحوافز حقيقية مُنصفة للخبرات والمهارات مادياً ومعنوياً، وبالمقدار نفسه للمادي والمعنوي.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب