الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
من هو الناقل الأمثل للغة العربية…على مواقع التواصل…؟
وهل يمكن لتلك البوستات أو المشاهد أن تكون ناقلاً مهماً للغتنا…؟
هذا النسق اللغوي المتدني على مواقع التواصل، ألا يشكل خطراً عليها…؟
المتابع لكل ما يبث أو يكتب على المواقع يلاحظ أنه من النادر الاهتمام من قبل المشتغلين على المحتوى، بمكونات اللغة العربية، إلا إن كانوا من الاختصاصين، أو من المشتغلين بعوالم الأدب والإعلام….
الفيديوهات المنتشرة تحكي باللهجات المحلية ويصبح ناشروها أياً كان مضمونها نجوماً على مواقع التواصل وقدوة يتم تقليدهم، بغض النظر عن المستوى المتدني للمادة المنشورة، لأننا هنا نركز على اللغة كناقل للمحتوى.
لا شك أنه مع التطور التكنولوجي، واختلاف الأدوات التي نتعاطى بها مع لغتنا، بعيداً عن الأوراق التي اعتدنا سابقاً التعاطي معها، ولطالما مزقناها، ومن ثم أعدنا كتابة أفكارنا بتأن مركزين على لغتنا الأم التي لا ندرك مدى جماليتها، إلا حين نتعمق بها..
اليوم مع التغيرات…لم يعد بإمكاننا التقاط تلك الأوراق، والتأمل طويلاً في لغتنا، مع تسيد الأزرار باتت الأفكار تتدفق بسرعة، الأمر الذي يجعل من المهم التعاطي مع لغة مبسطة، مع الحفاظ على أسسها وقواعدها الأساسية، إن لم نفعل فسنبقى في مكان، والأجيال الزاحفة نحو اللغات الأجنبية والشاشات في مكان آخر…
من يتابع لغة التواصل على الانترنت يرى أن هناك لغة وسيطة عالق بها جيل اليوم، لا الأكبر سناً مقتنع، ولا من يكتب بوستات منذ زمن ويطلق مشاهده عبر فضاء الإنترنت بحرية سيتخلى عنها، لأنه لا يشغله التفكير بأخطائه اللغوية، الكاريزما التي يتمتع بها، تعطيه ثقة كي يقدم محتواه بجرأة ليكسب أكبر عدد من اللايكات، ضمن دوائره اللغوية المفعلة الى أكبر حد على «ميديا «اليوم العصرية.
العدد 1106 – 9- 8-2022