تزاحمت الأفكار.. وتداعت حتى وصلت حدّ التشويش عند طلاب وأهالي مدينة طرطوس بعد قرار وزارة التربية برفع معدلات القبول في الثانوية العامة إلى 225,1 لتقترب منها محافظة اللاذقية بفارق يصل إلى 20 درجة، بينما وصل الفرق مع باقي كل المحافظات إلى ما يقارب الـ 70 درجة..
حجة الوزارة أن نسبة النجاح مرتفعة في هذه المحافظة المجتهدة تعليمياً..
حجة الوزارة الثانية هي تنفيذ نسبة التعليم العام مع المهني بنسبة تصل إلى 40%.
أعتقد أن هذه الحجة سقطت ولم توفق بها وزارة التربية..
هذه الحجة يمكن أن تكون مقنعة عند معظم المحافظات إلا في طرطوس ..
طرطوس ليست مدينة صناعية أو مهنية من الدرجة الأولى ولا حتى من الدرجة الرابعة.. فلا صناعات ولا معامل ثقيلة ولا خفيفة.. اللهم إلا إذا استثنينا معمل الإسمنت الذي ينغص حياة الآلاف من سكان القرى المجاورة والتي تحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي…!!
طبعاً مديرية تربية طرطوس رفعت مذكرة إلى وزارة التربية طلبت من خلالها تخفيض معدلات القبول بالثانوية العامة لقناعتها بهذا الظلم المبرمج لطلبة طرطوس المجتهدين.
و لوعدنا إلى السنوات الماضية “مقارنة ” سوف نجد أن معدلات طرطوس بالقبول الثانوي هي الأكبر دون أي منازع ..!!
نحن نقدر و نحترم استراتيجية التوجه نحو التعليم المهني.. و لكن بمجرد وضعت الوزارة مستويات القبول تكون قد خلقت فجوة من حيث لا تدري، وبالتالي عزوف الغالبية عن الالتحاق بالتعليم المهني..
بمعنى أنها حددت من خلال العلامات أن الصف الأول يتجه نحو الثانوية العامة، والثاني عليه التوجه قسراً إلى الثانويات المهنية..
هنا من الطبيعي أن يتم رفض هذا المبدأ كون القسمة غيرعادلة..
حتى تنجح الوزارة بهذه الإستراتيجية عليها قلب المفاهيم أو مساواتها على أقل تقدير بأن تترك الخيار مفتوح و بحرية تامة للطلبة في تحديد خياراتهم.. الذي يريد أن يدخل الثانوية العامة أو ذاك الذي يرغب بالثانوية المهنية.. هنا فقط يمكن أن تنجح الإستراتيجية ..
الجاهل يعرف أن إجبار الطالب على دراسة فرع لا يحبه سيكون مصيره الفشل المحتوم.. سواء كان في الثانوية العامة أم الصناعية..! لا بل يتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك.. الرغبة والقناعة هما بوابة النجاح في أي فرع.. والعكس صحيح.