سفر الختام … الاصحاح التاسع عشر.. ذكريات رغيف الخبز

ليس رغيفنا وحده الذي يحفل تاريخه بالذكريات .. ولكلمة الرغيف صور ومعانٍ في كل الآداب وأعراف وعادات الشعوب .. لكن لها رائحة واحدة وهدف واحد.

في آدابنا الاجتماعية رائحة الخبز هي أطيب الروائح. وغالباً اختارت لها شعوبنا الشكل الدائري ربما تشبهاً بالشمس … وكثير من أبناء شعبنا يقسمون على الرغيف كرمز لنعمة الخالق ويسمونه مصحفاً !! تشبيهاً بالقرآن الكريم.

في الأدب العالمي استخدمت كلمة الرغيف كثيراً عناوين ورموزاً في القصص والروايات والقصائد الشعرية.

شاعر فرنسا الكبير “فكتور هوغو” بدأ سلسلة أحداث روايته الهائلة في عظمتها “البؤساء” بحادثة سرقة فقير عذبه الجوع “جان فالجان” لرغيف خبز .. وكانت قصيدة من أعظم ما خلف الفكر البشري.

حتى اليوم يشكل الخبز والقمح المؤشر الرئيسي الأهم والأوضح للواقع الغذائي للبشرية. حديث توريد القمح وتجارته حديث كل وسائل الإعلام اليوم .. حتى إن أخبار مسيرة القمح من مخازنه إلى أسواقه -إن وصل – غطت على أخبار العمليات العسكرية في أوكرانيا.

في صغرنا كان للخبز موال طويل، مقامه القلة.. كثيرون لم يكونوا يجدون كفايتهم من الخبز وكان ذلك العنوان الأبرز للفقر. فقدان الخبز من البيت كان المصيبة العظمى .. وتخزين مؤونة القمح كانت العنوان الأبرز للتأمين الغذائي .. وكانت الهامات تشقى في حراثة الأرض وزراعتها، ومن ثم حصاد القمح وكان من أشقى الأعمال.

كنا نصل للرغيف بشكل ما ..وكان هناك جوع .. وكان ثمة إحسان وتصدق بالخبز تحديداً.

اليوم نعيش بدقة … تحدي الرغيف .. لم نصل الجوع لكن سياسة الخبز بين صناعته وتجارته مرعبة .. ربما هي لا تنذر .. لكنها تخيف..!!! ماذا تقول إذ الدولة وتحديداً قسم حماية المستهلك منها .. ببيع البعض الرغيف بسعر يصل مئتي ليرة وهو بأسوأ أحواله ..!!

المهم أن يبقى متاحاً وللجميع بغض النظر عن موديل السيارة!!

فإن استمرت المسيرة على ما هي عليه .. أخشى أن نفتقد المحسنين.

بأيام الفقر تلك البعيدة القريبة.. كانت دعوة دائمة لكل عابر سبيل يمر من أمام تنور على رغيف .. هل سيعود ذلك إن عادت التنانير بسبب فقدان المازوت .. وقد لا تجد حطباً.

هل ستعود الدعوة على رغيف الخبز..؟؟ رغم الأسعار الكاوية .. أم إنها غربت شمس الإحسان والتصدق .. مع تراجع الأخلاق الحميدة.

ما العمل..؟؟

As.abboud@gmail.com

 

 

آخر الأخبار
غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة