“ميدل ايست إي”: السياسة الخارجية البريطاني تبعية قاتلة لواشنطن

الثورة- ترجمة غادة سلامة
ينطبق هذا العنوان على مبدأ توني بلير بشكل عام، فمنذ أن أخذت الولايات المتحدة العصا من بريطانيا كزعيم إمبراطوري للغرب بعد الحرب العالمية الثانية، بقي من الأفضل أن تقف بريطانيا إلى جانب أمريكا بدلاً من إضعاف هيبة الولايات المتحدة من خلال رسم مسارها الخاص.
كان رئيس الوزراء بوريس جونسون صريحًا بشكل غير معتاد بشأن هذه القضية في خطابه أمام البرلمان، ونصح خليفته” بالبقاء على مقربة من الأمريكيين”.
ما يعنيه هذا على المدى القريب هو أنه إذا فقدت إدارة بايدن أعصابها بشأن أوكرانيا – حيث تنفق 40 مليار دولار في أشكال مختلفة من المساعدات العسكرية والاقتصادية – فسوف تحذو لندن حذوها.
من السهل أن ننسى أن سياسة الحكومة البريطانية الصاخبة لدعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي كلفت بريطانيا 3.8 مليار جنيه إسترليني (4.6 مليار دولار)، كانت جزئيًا مسرحًا سياسيًا مصممًا لإبقاء جونسون في السلطة.
لقد تعهدت بريطانيا الآن بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى ثلاثة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعني ارتفاعًا كبيرًا في ميزانية عام 2023.
وبالرغم من استقالة وخروج جونسون من منصبه لكن علامته السياسية القبيحة ستستمر، كما أن حزب العمال البريطاني بقيادة كير ستارمر، النموذجي لم يقدم أي بديل حقيقي عن ذلك على الإطلاق.
فمن ثوابت السياسة الخارجية البريطانية هو وضع الأمن الإسرائيلي أولا، وعدم النظر بعين العطف لحقوق الفلسطينيين في أرضهم، وتقديم السلاح للدول التي تؤيد “إسرائيل” وتقاوم النظام العالمي متعدد الأقطاب الناشئ .كما تعارض الحكومات البريطانية المتعاقبة ولغاية هذه اللحظة إجراء أي تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. وفي محاولة للتعويض عن خسائر التجارة في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تم تكثيف مبيعات الأسلحة البريطانية.
وكانت أكثر الحماقات المأساوية في السياسة الخارجية البريطانية خلال السنوات النيوليبرالية هي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومن منطقة اليورو. كما قامت حكومات المحافظين باستنزاف هيئة الإذاعة البريطانية، وأشرفت على تراجع المعايير التعليمية، خاصة في الجامعات التي لم تعد تتمتع بالسمعة العالمية التي كانت تتمتع بها من قبل، بل وخفضت تمويل المجلس الثقافي البريطاني، الذي ينبغي أن يكون في طليعة أي سياسة جادة تطلق على نفسها اسم بريطانيا العالمية.
إذا كان هناك أي مكان حيث تضغط بريطانيا حقًا على وزنها، فهو في المجال الثقافي. بدلاً من التمسك بذيول إمبراطورية الولايات المتحدة المتدهورة أو إخافة الناس بعيدًا، وتصدير السلاح البريطاني إلى مناطق التوتر في العالم من أجل صب الزيت على النار.
بقلم: أندرو هاموند
المصدر:
Middle East Eye

آخر الأخبار
ويتكوف في موسكو.. سباق الأربعة أيام مع تهديدات ترامب من يصل أولاً ؟ نزيه شموط لـ"الثورة": الأسواق المجاورة لا تزال مغلقة أمام المنتجات السورية بائعو الخبز.. من الحاجة إلى الكسب وأطفال من التحصيل العلمي إلى المادي دعم الأبناء في مواجهة نتائج الشهادة الإعدادية.. توجيهات للأهالي تحسين بيئة السوق والبنية التحتية بسوق الهال في حلب  ماذا قد يعني انتهاء العقوبات الأميركية على قطاع التراث في سوريا؟  هل تستطيع سوريا إعادة بناء اقتصادها من رماد الحرب؟ إلغاء شرط الإيداع الإلزامي خطوة لتعزيز الثقة بالقطاع المصرفي "فوربس" الأميركية: التدخلات الخارجية تعرقل مستقبل سوريا "شفاء 2".. عمليات جراحية نوعية بمستشفى الرازي في حلب نتنياهو قرر احتلال قطاع غزة بالكامل الرئيس الروسي يجدد تأكيد أهمية دعم وحدة وسيادة سوريا 10 اتفاقيات جديدة تعزز العلاقات الاقتصادية السورية التركية توفير الأجواء المثلى لامتحانات طلبة المعاهد التقانية بحلب تطوير واقع خدمة الركاب والنقل بدرعا بحث إقامة مراكز إيواء لمهجري عرب السويداء في درعا إزالة الركام من طريق الجمرك القديم بدرعا البلد بين التعثر والعقوبات.. المقاول السوري مستعد للإعمار وينتظر فك القيود أحمد منصور.. صديق الغزلان و الطيور الشرع لـ مستشار الأمن القومي البريطاني: سوريا منفتحة على أي مبادرات تدعم أمن المنطقة واستقرارها