بقايا حرير

تميزت الصناعة السورية تاريخياً من خلال المنتجات الزراعية، ولم تسجل أي صنعة أخرى مميزة خارج هذا الإطار، فعبر التاريخ تميزت سورية بصناعة النسيج والحرير والتبغ والكونسروة اعتمادا على القطن السوري والحرير الطبيعي والدخان والفواكه ولا سيما المشمش والزيتون، ولكن السياسات المتبعة ذهبت بالحرير وتم إغلاق معمل الحرير قبل الأزمة، وفشلت مؤسسة التبغ بإنتاج سيجارة منافسة، أما الكونسروة فقد أنقذها القطاع الخاص بعيداً عن وزارة الصناعة.
الساحل السوري باستثناء الشريط الساحلي يعيش تاريخياً على محصولين، التبغ والحرير ولكن بعد القضاء على الحرير، ونهج سياسة تنفيرية وحصار لإنتاج التبغ ونقل هذا المحصول لزراعته في السهول الخصبة التي تصلح لإنتاج أهم المحاصيل من الذرة إلى فول الصويا وعباد الشمس والقمح لم يبق للمنطقة الساحلية من مورد، ولكن الخيار ما زال متاحاً لإعادة دودة الحرير وبشكل تدريجي، حيث ما زالت أشجار التوت تنتشر بالحقول والجبال والوديان، واهتمام جدي يلمسه الناس في تلك المناطق بتربية دودة الحرير سيعيد انتشار زراعة هذه الشجرة التي شكلت لسنوات طويلة مصدر دخل لعشرات القرى وبشكل سريع، ولكن الاستمرار في تجاهل أهمية إعادة دودة الحرير سيقضي على ما تبقى من أشجار التوت مع غياب مازوت التدفئة ولن تنفع حينها سنوات طويلة من حملات التشجير العشوائية على أطراف بعض الغابات في إعادة هذه الثروة الوطنية.
الاهتمام بدودة الحرير يكون بإعادة تأهيل معمل الدريكيش وتحديثه وهذا لا يُكلف الكثير لأنها ليست صناعة ثقيلة تحتاج لتقنيات معقدة على أن يلحق تأهيل المعمل قيام الدولة بتوريد يرقات دودة الحرير من مصادرها حيث أعطت اليرقات المُنتجة محلياً أقل من 50 % مما كانت تُعطيه اليرقات المستوردة كما حال بذار الشوندر السكري والبطاطا.
تربية دودة الحرير من أهم المشاريع الصغيرة الريادية التي تحقق دخلاً جيداً وبتكاليف بسيطة وتلعب دوراً اجتماعياً في تنمية الريف وتحقق للصناعة الوطنية ميزة وقيمة عالية في المنافسة والدخول إلى الأسواق الأخرى.
القطن ، الحرير ، الزيتون ، التبغ ، الفاكهة المتنوعة ، أغنام العواس ، الماعز الشامي وغيرها ثروات وطنية أهم من النفط ولكن تراكم الفشل والاستهداف أخرجها من مزاياها وجدواها، وإعادتها لا يحتاج سوى الغيرة والحرص والصدق والمبادرة في التعامل معها.
أحد الأصدقاء يعمل على جمع أعشاش الجادوب المعلقة على أشجار الصنوبر لمحاولة فك هذه الأعشاش التي تشبه شرانق الحرير ولكنها تفوقها صلابة ومتانة وقد يحقق بذلك أكثر من هدف ، الأول في تخليص هذه الأشجار من الجادوب ، ثانياً قد تستخدم خيوط هذه الأعشاش في أهم الصناعات لمتانتها والتي يصعب خرقها بالأدوات الزراعية الحادة.
هامش
الجادوب: هي الديدان التي تأكل أوراق الصنوبر وتبني أعشاشها بشكل أكياس معلقة على أشجار الصنوبر.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة