الملحق الثقافي – سعاد زاهر:
«توقف عن التفكير في الحياة وابدأ في عيشها» ليست سوى فكرة، تنبض في وجهك وتدعوك لتعرف مبتكرها، فكل من يتعارك مع الأفكار يدرك عمق فكرة باولو كويلو، ويبدأ باعتناق فلسفته التي تدعوك للإنصات إلى قلبك لأنه يعرف كل شيء كونه أتى من روح العالم، وسوف يعود إليه يوماً ما.
فلسفة باولو كويلو الروائية فريدة، تتلمسها في أروقة كتبه، وزواياها المتعرجة تلك التي صنعت أيقونات لشخصيات تشعر في نهاية الرواية حين تغادرها بحنين دائم للعودة إليها، كما فعل بنا سانتياغو بطل رواية الخيميائي، نتداول فكرته عن تحقيق الحلم من خلال الجملة الشهيرة التي تجسد خلاصة الرواية « إذا رغبت في شيء بشدة، فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك»
وأنت تقرأ الرواية، ويأخذك سانتياغو في رحلة بحثه تلك التي يضطر فيها ليغادر بلاده، ويتعرض خلال رحلته لشتى المشاق، دون أن يفقد إيمانه بضرورة تحقيق حلمه، إلى أن يكتشف أن الكنز الذي كان يبحث عنه، في نفس المكان كان يرعى فيه قرب الكنيسة القديمة في مسقط رأسه، وما أسفاره تلك إلا رحلة حياتية اختط فيها ذاته الحقيقية.
حين تمسك بأول روايات كويلو، وبعد أن تتعرف على كنه فلسفة، ستدور بين كتبه باحثاً عن فلسفة اختص بها وحده، فيها خيط رفيع يلامس الروح بترددات متباينة، فإذا كانت رواية الخيميائي ينصح بها لكل من يريد تحقيق هدفه، فإن رواية حفلة التفاهة، يدعونا ألا نأخذ العالم على محمل الجد، من خلال حكاية أربعة رجال أصدقاء لكل منهم حلمه وخيباته، لكنهم يدركون في قرارة أنفسهم أنها كلها بلا معنى..
في رواية محارب النور…ومن خلال علاقة امرأة محجبة بطفل، يدعونا إلى التعاطي مع الحياة بروح طفل «لأن الأطفال يعرفون كيف ينظرون إلى العالم من دون كآبة»…
كلما اقتربنا أكثر من عوالم باولو كويلو، ندرك السبب الذي جعل رواياته تترجم إلى (81) لغة، وتباع في (170) دولة، ورواياته باعت أكثر من (210) ملايين نسخة.
العدد 1106 – 9- 8-2022