يؤخذ على فرنسا بأنها واحدة من الدول الأوروبية التي قدمت- ولم تزل- الكثير من الدعم للإرهابيين في سياق الدور المناط بها أميركياً، ومنذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، دأبت الحكومة الفرنسية كمثيلاتها في منظومة العدوان على التلاعب بوسائل الإعلام العالمية وتجنيدها لصناعة تغطية مضللة ضد سورية بهدف تشويه الحقائق بما يخدم أجندات الغرب الاستعماري.
سلسلة الأكاذيب الجديدة التي تروجها الحكومة الفرنسية بشأن الأوضاع في سورية، واضح أن هدفها التعتيم على مسؤوليتها المباشرة عن معاناة السوريين من جراء الإرهاب والحصار، والتي ترقى لمستوى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وعودة فرنسا لاجترار أكاذيبها تؤكد مدى الانحدار السياسي والأخلاقي لدى مسؤوليها السياسيين، وتعكس حجم يأسهم لعجزهم عن تحقيق أجندات بلادهم السياسية طوال سنوات الحرب الإرهابية، التي كانوا حاضرين بتفاصيل كل مراحلها، سواء بالتخطيط، أو المشاركة بدعم الإرهاب، أو تلفيق الروايات الكاذبة لتضليل الرأي العام العالمي من جهة، وللضغط على مجلس الأمن لاستصدار قرارات عدائية بحق سورية من جهة ثانية.
الحكومة الفرنسية الغارقة بدعم الإرهاب في سورية، بحاجة لمن يذكرها أنه كان لها النصيب الأكبر في إرسال مواطنيها للانخراط في صفوف “داعش” ومشتقاته من التنظيمات الإرهابية الأخرى، ولم تنفك حتى اللحظة تعتبرهم “معارضة” تقدم لهم كل وسائل الدعم العسكري والسياسي، وتستميت في حمايتهم من أي مساءلة على المنصات الأممية، وتمنحهم الأوسمة وجوائز التقدير على أعمالهم الإجرامية، ولكن بحال تجرأ أحد مواطنيها على مجرد انتقاد سياسة حكومة بلاده، عندها فقط يتحول إلى إرهابي يجب محاكمته، ورأينا ذلك مؤخراً خلال الاحتجاجات الشعبية في باريس، حيث وجهت تهم الإرهاب للمشاركين في احتجاجات “الستر الصفراء” بعدما قمعتها الشرطة الفرنسية بكل وسائل البطش والعنف المفرط.
فرنسا التي تدعي حرصها على الشعب السوري، تتجاهل إرهابها الاقتصادي الذي تمارسه بحق السوريين، وبأن تماديها بفرض الحصار الجائر إلى جانب شركائها الأميركيين والأوروبيين في منظومة العدوان، هو ما يزيد من معاناة السوريين بسبب تصديهم للإرهاب المصدر غربياً لاستهدافهم، والحكومة الفرنسية تتغافل أيضاً أنها سبب رئيسي في تهجير اللاجئين من بيوتهم وأرضهم بفعل دعمها للإرهابيين، وبأنها توظف كل إمكانياتها إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا من أجل تسخير المنظمات الدولية لخدمة أجنداتها العدوانية، وكل ذلك من أجل إطالة عمر الحرب الإرهابية على الشعب السوري، ما يعني أن فرنسا إلى جانب شركائها في الاتحاد الأوروبي لن تغير سلوكها العدائي، وليست بوارد التفكير للخروج من تحت عباءة التبعية الأميركية.